يحل عيد الأضحى المبارك هذا العام في ظل أجواء الحرب التي تعاني منها معظم مناطق البلاد جراء تداعيات الانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية .
وتفاقمت المعاناة مع تواصل إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية، منذ مارس الماضي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار مختلف السلع الأساسية.
وشحت المشتقات النفطية، وارتفعت أسعارها في السوق السوداء بشكل كبير، ما زاد معاناة المواطنين في ظل غياب الخدمات الأساسية من كهرباء وماء واتصالات ومواصلات .
ووصل سعر اللتر للبنزين في بعض المحافظات إلى 1000 يمني بما يعادل 4 دولارات فيما تغرق محافظات في الظلام منذ أشهر ، ويحصل آخرون على الماء بعد عناء شديد .
ويأتي العيد هذا العام بلون آخر، فعشرات الآلاف نزحوا من مدنهم هرباً من الموت، وكثير ممن تبقى لا يزال تحت قصف مليشيات الحوثي- صالح، كما أن من عادوا إلى مدنهم بعد تحريرها وجدوا –على الغالب- بيوتهم وقد صارت ركاماً.
ويستقبل الآلاف العيد وقد فقدوا آباءهم أو أبناءهم أو أقاربهم، فيما أصيب آخرون في جبهات القتال في صد ودحر الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع صالح .
كما فقد الآلاف أعمالهم وأصبحوا على رصيف البطالة منذ أشهر نتيجة الحرب وما صاحبها من انعدام الأمن، والغلاء الذي فاق التوقعات .
وضع مأساوي يعشيه السكان في اليمن، غير أن بصيص الأمل بات يلوح في الأفق بعد أن استعادت المقاومة الشعبية بماسندة قوات التحالف العربي العديد من المحافظات من قبضة الحوثيين، وتستعد لشن معركة الحسم وتحرير باقي المحافظات وفي مقدمتها العاصمة صنعاء .
فقد دبت الحياة من جديد في المحافظات المحررة في جنوب البلاد خاصة بعد عودة الحكومة الشرعية والرئيس عبدربه منصور هادي إلى عدن، ومباشرة أجهزة ومؤسسات الدولة عملها في إعادة الحياة والخدمات .
وتحاول مؤسسات وجمعيات خيرية التخفيف من المعاناة الإنسانية و الاقتصادية التي لحقت بالمواطنين، غير أن الكارثة أكبر من استيعابها سريعا.
يقول الصحفي ياسين العقلاني في تصريح له إن "الحرب أفقدتنا البسمة والفرحة التي كنا نشعر بها مع حلول كل عيد، لم يتبقى للعيد سوى يوما واحدا، ولكن قد يكون أسوء عيد نعيشه في ظل الدماء، لم نستقبله بأجواء فرائحية كما كنا في السنوات الماضية، ليس هناك ما يبعث على الاحتفاء بهذه المناسبة ".
وتساءل: "كيف نمارس ما اعتدنا عليه في العيد في ظل الوضع الذي فرضته الميليشيات على اليمن، الحالة المادية صعبة، القتل بشكل يومي، حصار مفروض من كأفة الجوانب، كيف يمكن لنا أن نعيش أجواء العيد والعزاء في كل بيت.. وضع كارثي افقدنا الاحتفاء بالمناسبات ".
أما الناشط أحمد ربيع فيقول: "لا يخفى ما تمر به البلد من أوضاع صعبة ومأساوية، تستطيع أن تسميها نكبات، فمنذ سقوط ما تبقي من دولة بيد المليشيات التي لا تملك مشروع حياة، وليس لديها إلا الهدم، ومخلوع اكرمه الشعب، فخرج غنيا ومحصنا ولم يقابل ذلك الإكرام إلا باللؤم والنكران والتلذذ بتمزيق الشعب".
ربيع لم يستلم للواقع، مشيراً إلى أن "العيد بالرغم من هذا الأنين يرسم لليمنيين الأمل بقرب انتصار الوطن بفضل الله ثم صمود أبنائه الشرفاء الأحرار" .
المواطن صالح باعديل يرى أن العيد هذا العام يخلو من البهجة والفرحة المعتادة كل عام بسبب منغصات الحياة اليومية والوضع الأمني وارتفاع الأسعار وندرة المشتقات النفطية .
وقال: "اليوم في ظل هذه الأزمات المتلاحقة نرى القلق يسيطرعلى الصغير والكبير مع تسارع الأحداث، لكن أملنا في الله كبير ".