بالتزامن مع شن قوات التحالف العربي غاراته على أهداف لجماعة الحوثي وصالح في صنعاء وصعدة اجتاحت مليشيات الحوثي مديرية خور مكسر بـ25مارس المنصرم .
بدأت الأرتال العسكرية التابعة للحوثيين تخوض معارك طاحنة مع المقاومة خلال الثلاث الأيام الأولى بطريق العلم حتى أستقر بها المقام في (مطار عدن الدولي )يوم 29مارس ؛ مخلفة عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.
مع بلوغ الشهداء والجرحى أعداداً مهولة اتخذت إدارة مستشفى الجمهورية العام نهاية شهر مارس قراراً يفضي إلى إغلاق جميع الأقسام وتحويل "المشفى" إلى مركز جراحي لاستقبال أكبر كمية من المصابين .
كانت أروقة المستشفى تعج بالمصابين والذين بلغوا خلال شهر إبريل زهاء الألف جريح تتراوح إصابتهم بين خطيرٍ ومتوسط مما جعل إدارة المستشفى تصر على أن يبقى الطاقم الطبي متواجد بصفة دائمة مع توفير سكن داخلي وغذاء للأطباء العاملين.
ضاقت المليشيات بالمشفى ذرعاً فقررت اقتحامها وتمت عملية المداهمة بــ29 أبريل ؛ حيث كان _المشفى_ الدفئ الواقي من زمهرير الأغراب ؛ ويتحدث الطبيب الجراح عن دور الصليب الأحمر وفضله بتقديمه للكوادر الطبية وتموين المستشفى بالمواد الطبية والإسعافية اللازمة.
وبُعيد اقتحام المستشفى انهار الطاقم الطبي ، بادر الجراح "نزار بامحسون" إلى الانتقال إلى "التواهي" وحزم أمتعة السفر وترك قافلة أهلة تبحر في الصحراء متجهة صوب حضرموت (أرض الأجداد وأرض النزوح).
باصهيب كانت المحطة الثانية التي أستقر فيها بامحسون ؛ ومع أن الرحلة كانت شبيهة برحلة ماجلان ؛سلك الطبيب البريقة طريقه للوصول إلى "التواهي" فركب البحر واستقرت به الأسفار بغرف عمليات "باصهيب" ليقوم بمداوة الجرحى المثخنون بدماء الكرامة والأتون من أطراف "التواهي والمعلى والقلوعة".
أضحت الحياة أكثر بؤساً وضنك..وبات الأفق ملبد بغيوم الدماء المسفوحة ؛ بفعل فارق التسليح استطاعت المليشيات دخول "التواهي" وأجبرت الأهالي على مغادرة المدينة وعاثت فيها الخراب كما لو كانت بغداد العباسية حين دخلها هولاكو.
كان الفرار من سطوة المليشيات أمراً لا مِرّأ فيه وأبحر الطبيب ثانية على متن قارب صيدٍ لكن هذه المرة إياباً إلى البريقة (مستشفى المصافي).
سنحت الفرصة للطبيب "بامحسون" من التوجه إلى بير أحمد للالتحاق بجبة القتال هناك ؛ ولأول مرة يضع فيها الطبيب إصبعه على الزناد قائلاً "كدت أن أنسى دالي الذي يسبق اسمي بسجلات "المشافي" ويافطات الجرحين".
الصحراء جلود الأرض تكتب عليها أقلام الشمس آيات الحب فكتبت الأقدار أن يكون خيرة شباب "كريتر" بمعية المقاومون من "بير أحمد" فشدت أحزمة الواثبين وذاع صيت السهم الذهبي وبدأت عملية تحرير عدن في 27 رمضان.
الطبيب نزار جندي عادي يسير خلف أفواج المقاتلين فأشارت لهم البوصلة بتحرير مطار عدن الدولي والتي كان مبتداها عصر الـ من 29رمضان وبدأت كتائب المقاومة بالانشطار إلا فسطاطين الأولى سارت إلى المعلى والثانية إلى "كريتر".
كان الطبيب الجراح نزار با محسون واحداً من الذين دخلوا "كريتر" مضفرين بالنصر.
صلاة العيد مثلت انتصار أيضاً ودموع الأهالي تذرف فرحاً وعناق اللقاء تكتب أبجدية النصر على ناصية جبل شمسان المنيف ؛ يتمتم بامحسون "أن لعدن أن تتطهر من دنس الأوباش". وبالموازاة تماماً طهّر أبناء المعلى والتواهي مدنهم من المليشيات.
يضيف في حديثه لمندب برس"عدن باتت محررة بمنتصف يوليو فقرر أبناء عدن التقدم بــ6شوال صوب العلم ومنها إلى شقرة في أبين بمعية اللواء 15ميكا والقائد "عبد الله الصبيحي" وتم تحرير زنجبار ووصلت جموع الفاتحين صوب مودية لتأخذ استراحة المحاربين مأخذها لينتقل أبناء عدن مرة أخرى إلى الحوزة المقدسة".
بعد أن تهاوت محافظات اخرى من سيطرة المليشيا غمرت الفرحة وأمطر السرور صيبه هكذا يقول الجراح بامحسون مواصلاً "فأطلقنا لأفواهنا العنان لتطير في الأفق بالتكبير الله أكبر الله أكبر؛ إنه الشوق يشدني للبردة البيضاء ثانيةً ؛ إلى "المشفى" من جديد"..