الرئيسية > علوم وتكنولوجيا > طفل سوداني يصنع ساعة رقمية تنقله إلى البيت الأبيض وناسا وتويتر وفيسبوك

طفل سوداني يصنع ساعة رقمية تنقله إلى البيت الأبيض وناسا وتويتر وفيسبوك

طفل سوداني يصنع ساعة رقمية تنقله إلى البيت الأبيض وناسا وتويتر وفيسبوك

لم يكن يتوقع أحمد محمد الطفل السوداني ابن الـ 14 عشرة عاماً، أن شغفه بالابتكار سوف يلصق به تهماً كبيرة قد تصل إلى الإرهاب، لكنه لم يعرف أيضاً أن ساعته التي اخترعها بنفسه ستجعل منه شخصية معروفة تتنافس عليها كبرى الشركات في العالم ويشجعها قادة العالم على مستوى السياسة.

كانت ساعة أحمد محمد، التي اخترعها بنفسه وتسببت بتصنيفه كـ "مشتبه به" في المدرسة واعتقل على يد الشرطة، هي تذكرة دخوله إلى البيت الأبيض وباب الحظ الذي على ما يبدو فتح على مصراعيه ولن يغلق في وجهه مرة أخرى. فمنذ بداية تفاعل المغردين وتشكيلهم لضغط جماهيري شديد عبر هاشتاغ "#istandwithahmed" في موقع تويتر، بدأت كبرى شركات التكنولوجيا مثل فيسبوك وتويتر بالتنافس للحيازة على رضا أحمد ودعوته لزيارة مقارها كمقدمة لتعاون غير واضح المعالم.

وفيما يخص موقع فيسبوك مثلاً، دعا مارك زاكربرغ، المؤسس والمدير العام لشركة فيسبوك، الطفل أحمد إلى زيارة مقرّ الشركة قائلاً: إنه "سيكون سعيداً بمقابلته". كما أبدى اعتراضه على اعتقال الطفل قائلاً: "امتلاك المهارة والطموح لاختراع شيء لطيف لا يجب أن يؤدي للاعتقال! المستقبل هو لأشخاص مثل أحمد"، وأضاف: "أحمد، إذا أحببت أن تزور مقر فيسبوك سأكون محباً لمقابلتك، تابع البناء!".

أما موقع تويتر فقد سارع بتوثيق حساب الطفل أحمد ونشرت تغريدة عبر حسابها الرسمي تدعو الطفل للعمل معهم وتخبره أنها تحب التعاون معه. ففي التغريدة المرفقة أدناه قيل: "أحمد، نحن نحب اختراع الأشياء أيضاً. هل تفكّر بالتخصص لدينا؟ أرسل لنا رسالة خاصة إذن!".

 

وعلى الصعيد السياسي لاقت الضجة صداها الواسع أيضاً بشكل غير متوقع، فقد وصل الصوت للإدارة الأمريكية والبيت الأبيض، مما دفع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، باراك أوباما، التطرق لقصة أحمد وتشجيعه ودعوته للمجيء مع ساعته إلى البيت الأبيض لكي يريها للرئيس ويتحدث معه.

فعبر حسابه الموثق الرسمي في تويتر غرّد الرئيس أوباما قائلاً: "ساعة رائعة يا أحمد! هل تود إحضارها للبيت الأبيض؟ نريد أن نلهم المزيد من الأطفال ليحبوا العلوم. هذا ما يجعل أمريكا عظيمة!"

 

 


وبطريقة أوباما نفسها قامت وزيرة خارجية الولايات المتحدة السابقة، والمرشحة الأقوى للرئاسة، هيلاري كلينتون، بالتعليق على قصة أحمد عبر حسابها الرسمي في تويتر. فانتقدت الإجراء الذي اتخذته الشرطة ضد أحمد، كما شجعته على الاستمرار بالاختراع.

وقالت في التغريدة: "الافتراضات المسبقة والخوف لا تجعلنا آمنين، بل تعيدنا إلى الوراء. أحمد، حافز على فضولك واستمر بالبناء".

 

 


وإلى جانب دعم الإعلام الاجتماعي والشخصيات السياسية لقضية أحمد، التفّت الأوساط العلمية الأكثر تأثيراً في العالم لقصته أيضاً. فعبر حسابه في تويتر، قام المهندس في وكالة ناسا الأمريكية لدراسات الفضاء، بوباك فردوسي، بالتغريد حول أحمد ودعاه أيضاً للاتصال به بعد سنوات قليلة للعمل معهم. وحصل ذلك بعد أن رأى أن الطفل السوداني-الأمريكي ارتدى قميصاً يحمل شعار "ناسا" تعبيراً عن طموحه على ما يبدو.

وقال بوباك في التغريدة: "مرحباً أحمد، اتصل بي بعد بضعة سنوات. نستطيع دائماً استخدام الناس الأذكياء والفضوليين والمبدعين".

 

  

وقام الطفل أحمد بعد أن أخذت قصته صدى واسعاً واستقطبت وسائل الإعلام ودفعتهم لزيارته في بيته، بإلقاء خطاب قصير في مؤتمر صحفي ظهر فيه هو وعائلته، وتحدث فيه ليرسل رسالة لأطفال العالم بأن يتبعوا أحلامهم أن لا يسمحوا لشيء أن يثنيهم عنها. وقد ورد في التغريدة القادمة اقتباس من كلمته.

 

وإلى جانب التفاعل مع قضيته عبر نشر صور تضامنية يحمل النشطاء فيها الساعات أو يكتبون العبارات على صور أحمد وينشرونها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي. قام مجموعة من الشباب في الولايات المتحدة بإنتاج فيلم قصير متقن الصنع، ينتقدون فيه "الإسلاموفوبيا" والتعامل المبني على الشك مع المسلمين من قبل جزء من المجتمع الأمريكي والسلطات.

 

- من يقف وراء الحملة؟

أثار نجاح الحملة ونتائجها السريعة التساؤلات حول الشخص الذي دفع بقصة أحمد إلى العناوين الرئيسية في الصحف العالمية وفي حسابات التواصل الاجتماعي. فكانت الإجابة هي أن الشابة الفلسطينية-الأمريكية آمنة جفاري، هي أول من نشر قصة أحمد وأطلق الحملة عبر حسابها المتواضع في تويتر عبر هاشتاغ: #istandwithahmed

وكانت هذه أول تغريدة نشرتها آمنة لإثارة الموضوع وحشد الناس في الهاشتاغ للوقوف مع الطفل المبدع: 

 


وكان تصدر هاشتاغ بعنوان "#IStandWithAhmed" أو "أتضامن مع أحمد" قائمة الوسوم الأكثر تداولاً على توتير حول العالم.

يأتي هذا احتجاجاً على اعتقال الشرطة الأمريكية في ولاية تكساس صبياً مسلماً من أصول سودانية، يدعى أحمد محمد، الثلاثاء الماضي، بدعوى الاشتباه في حمله لقنبلة، تبين بعدها أنها ساعة يدوية الصنع.

وقد أفادت وسائل إعلام أمريكية أن الشرطة في ولاية تكساس اعتقلت صبياً يبلغ من العمر 14 عاماً لأنه قام بصنع ساعة رقمية، إذ تم سحبه من الصف واقتادته الشرطة مكبل اليدين إلى سجن الأحداث.

أحمد محمد، الذي يعيش في إيرفينغ لديه اهتمام كبير في مجال الروبوتات والهندسة، وقد صنع ساعة رقمية بسيطة تم إنشاؤها من لوحة الدوائر وإمدادات الطاقة السلكية إلى الشاشة الرقمية، مع صورة ثلاثية الأبعاد، وقد عرضها على مدرسة مدرسة الهندسة فنصحته بعدم إظهارها أمام الموظفين الآخرين.

ووفقاً لموقع ذا فيرج الأمريكي، فإن أحمد احتفظ بساعته يدوية الصنع في حقيبته أثناء درس اللغة الإنجليزية، ولكن أستاذه سمع صفيراً أثناء الدرس عندما بين أحمد له أنها ساعة يدوية الصنع ، فتمت مصادرة ساعته في نهاية الدرس.

وفي الحصة السادسة جاء مدير المدرسة مع ضابط شرطة وسحبوا أحمد وساروا به خارج المدرسة، ومن ثم تم استجوابه من قبل خمسة ضباط وأول سؤال تم توجيهه لأحمد كان: "لماذا تحاول صنع قنبلة"!

وفي مقطع فيديو -تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي- وصف الصبي ما حدث له، قائلاً: "قادوني لغرفة فيها خمسة رجال من الشرطة وقاموا بتفتيشي وفحص حاسوبي". وأردف: "أحسست بأني مجرم".

محمد الحسن محمد، والد أحمد، يقول: "ولدي عانى بسبب التحيز ضد المسلمين لأن اسم ابيه محمد وبسبب أحداث 11 سبتمبر، علماً أن أحمد كان عضواً في نادي الروبوتات في مدرسته المتوسطة، وحاولت العثور على مجموعة مماثلة في مدرسته الثانوية".

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)