الرئيسية > اخبار وتقارير > الطريق إلى وادي الشياطين في السعودية..«طريقة» الحوثيين لاحتراف المخدرات .."تقرير"

الطريق إلى وادي الشياطين في السعودية..«طريقة» الحوثيين لاحتراف المخدرات .."تقرير"

الطريق إلى وادي الشياطين في السعودية..«طريقة» الحوثيين لاحتراف المخدرات .."تقرير"

كانت ولا زالت الحدود اليمنية السعودية من أكثر المناطق نشاطاً في تجارة الممنوعات وتهريب المخدرات والأسلحة وكل ما يعتبر ممنوع من وجهة نظر السلطات السعودية كالقات اليمني  المحظور دخوله السعودية إلا بطريقة التهريب .

وبدخول السعودية في المشهد اليمني وقيادتها لتحالف عربي عسكري ضد مليشيات الانقلاب في اليمن تحولت حدودها الجنوبية مع اليمن إلى أكثر الحدود خطورة في العالم .

ومع استمرار عمليات عاصفة الحزم والاشتباكات والقصف السعودي اليمني المتبادل على الشريط الحدودي، إلا أن عملية التهريب تحولت عن هدفها الطبيعي كمصدر للربح السريع، إلا ساحة حرب «غير شريفة» تستغلها المليشيات لمصالحها الإنتقامية وتجند في سبيل ذلك المهربين وتجار الأسلحة والمخدرات لخدمة حربها المقدسة ضد من تصفها بـ«دول العدوان السعودي الأمريكي».

في هذا التقرير نرصد كيف تستغل مليشيات الحوثي تجار المخدرات والمهربين وتجندهم تحت تهديد السلاح للقتال مع مسلحيها ضد الجيش السعودي.

قبل العاصفة

منذ سيطرة جماعة الحوثي على محافظة صعدة إبان ثورة فبراير 2011م استغلت الجماعة عمليات التهريب لزيادة دخلها المالي وتعزيز سلطتها الواقعية على عصابات التهريب ومشاركتها في الأرباح مقابل تسهيلات أمنية وعسكرية قدمتها الجماعة للمهربين وتجار المخدرات .

وفي ظل سلطة الجماعة المطلقة على صعده منذ ثورة الشباب في 2011 حتى نهاية العام 2014 تحولت مديرات صعدة الحدودية إلى مركز رئيسي للتهريب وتجار ة المخدرات .

الطريق إلى وادي الشياطين في السعودية..«طريقة» الحوثيين لاحتراف المخدرات .."تقرير"

الأيام الأولى للعاصفة

توقفت عمليات التهريب بشكل جزئي بعد تشديد السلطات السعودية للتواجد الأمني والعسكري على الشريط الحدودي مع اليمن.

ومع تفجر الوضع وخروجه عن السيطرة تحول الشريط الحدودي بين البلدين إلى ساحة حرب مفتوحة سكتت فيها لغات التهربي والتجارة ونطقت فوهات المدافع والرشاشات ولم يعد يسمع صوت هناك إلا صوت القصف وأزيز الطائرات، مما أصاب التهريب العابر للحدود بالشلل والتوقف التأم .

وبامتداد زمن المواجهات منذ بداية عاصفة الحزم في أبريل/نيسان وحتى تاريخ إعداد هذا التقرير، منتصف سبتمبر/أيلول، فإن التهريب عاد إلى دائرة الضوء من جديد ولكن من وجهة نظر أمنية وعسكرية بحتة .

المخدرات سلاح فتاك  

توالت الإعلانات المتكررة عبر وسائل الإعلام الرسمية والتي يسيطر عليها الحوثيين عن ضبط كميات من المخدرات والحشيش والأسلحة كانت في طريقها للحدود السعودية .

وأصبحت أخبار ضبط المخدرات في المحافظات الشمالية كعادة يومية تعكس خلالها الجماعة الحوثية مدى قدرتها على فرض الأمن ومراقبة الطرق والحدود وضبط عصابات التهريب والتجارة الممنوعة.

ومع أن ذلك كان طبيعين إلا أنه تحاول فيي الأونة الأخيرة وتحديداً بعد دخول عمليات لتحالف العربي الجوية شهرها الثاني، حيث كان الإعلام الرسمي والحوثي يظهر ضبط عصابات المخدرات والتهريب بطريقة ابتزازية للسعودية .

إلا أن جماعة الحوثي كانت تستخدم الإعلام كسلاح ذو حدين للداخل والخارج واستخدمت المخدرات وتجارها كسلاح موجه إلى السعوديين كهدف أول ثم للجيش السعودي المرابط على طول الشريط الحدودي.

واكتفت تلك المليشيات بتصوير المخدرات المضبوطة في المحافظات الحدودية وأخذ اعترافات المهربين قبل إطلاقهم  ليكملوا رحلة التهريب الأراضي السعودية.

التسلل والتهريب

مع دخول المواجهات بين جماعة الحوثي والجيش السعودي مرحلة مختلفة وتحديداً في منتصف يونيو/حزيران ، حيث بدأت جماعة الحوثي والجيش الموالي لها تنظيم عمليات تسلل للمسلحين إلى الأراضي السعودية بهدف تنفيذ عمليات عسكرية داخل العمق السعودي كرد إستراتيجي لاستمرار العدوان – حسب ما أعلنته وسائل الإعلام الحوثية والرسمية التابعة لهم.

إلا أن تلك المليشيات واجهة صعوبات كبيرة في محاولات التسلل حيث أن التظاريس الجبلية وعدم خبرت المسلحين بالطرق الجبلية والبعيدة عن النقاط الأمني السعودية وحرس الحدود جعلها لقمة سهلة للجيش السعودي وطائرات الأباتشي التي دخلت في مواجهة المتسللين وطاردتهم حتى عمق الأراضي اليمنية .

ولجأت الجماعة إلى تجنيد المهربين وتجار المخدرات للمساهمة في إنجاح عمليات التسلل وتنفيذ العمليات والعودة بسلام دون الوقوع في مرمى الطيران وحرس الحدود السعودي.

وجندت مليشيات الحوثي المهربين في صفوف مقاتليها وأغرتهم بالأموال وحفزتهم بأمكانية إدخال المخدرات وتهريبها بالتزامن مع عمليات التسلل التي بدأت تنفذها الجماعة والجيش الموالي لها داخل الأراضي السعودية .

وكان الأفارقة هم  الضحية الأكبر في تلك العملية حيث نشرت صحيفة عكاظ السعودية تقرياً مطولاً تحت عنوان «التهريب أو الموت طريقة «الحوثي» لإجبار اليمنيين على التسلل».

ونشرت الصحيفة اعترافات عشرات المهربين ممن ألقي القبض عليهم من قبل حرس الحدود السعودي ورجال الجيش وكان بحوزتهم اسلحة ومخدرات وكاميرات للتصوير .

وفي شهاداتهم أكد المقبوض عليهم على أن مليشيات الحوثي تخطفهم وتعذبهم حتى ينصاعوا لتوجيهاتهم ويشاركوا في عملية تهريب السلاح والمخدر وإرشاد المسلحين على الطرق السرية في الجبال والأودية .

سجن المهربين

الحوثيون وتجارة الممنوعات: (تقرير مروع) يقف على الأموال الطائلة والحرب القذرة علي العدو خلف الحدود‎

يرفض عشرات المهربين الانخراط في صفوف مليشيات الحوثي والقتال ضد السعودية شعوراً منهم بأن الجماعة وفكرها دخيل على المجتمع اليمني وسلاح إيراني موجه إلى السعودية ودل الخليج العربي .

إلا أن مليشيات الحوثي تواصل اعتقال من يرفض المشاركة معها في حرب السعودية وتمارس ضدهم أبشع انواع التعذيب النفسي والجسدي.

بهذا لخصوص رصد فريق التحقيقات في «مندب برس» مركز احتجاز خاص تستخدمه مليشيات الحوثي لاحتجاز تجار ومهربي المخدرات لترويضهم وإجبارهم بالانخراط في صفوف الجماعة ومسلحيها .

وكشفت مصادر مطلعة بأن جماعة الحوثي وقوات الرئيس السابق تحتجز مهربي  في منزل وسط مزرعة بمنطقة الجر غرب مديرية عبس القريبة من الحدود اليمنية السعودية.

وقالت تلك المصادر أن مليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق اعتقلت خلال الأسابيع الماضية   7 من مهربي المخدرات وتحتجزهم في ذلك المنزل بمزارع الجر.

وأضافت المصادر لـ«مندب برس» أن ضابط في الجيش الموالي للحوثيين عرض على مهربي المخدرات الإفراج عنهم وإعادة المخدرات والهروين المضبوطة معهم مقابل أن يعملوا كمرشدين للجان الشعبية وقوات الجيش الذين ينفذون مهام دفاعية داخل الأراضي السعودية.

وأوضحت المصادر أن الضابط دخل في مساومة مع مهربي المخدرات من أجل إرشاد الحوثيين على الطرق السرية التي يستخدمها لمهربين في تهربي الهروين والمخدرات للأراضي السعودية بعيداً عن أعين رجال الأمن السعودي وحرس الحدود.

وبحسب ما ذكرت المصادر فإن  3 من مهربي المخدرات يعملون فعلاً  الآن مع مليشيات الحوثي وقوات صالح ويشاركون في عمليات التسلل التي ينفذها الحوثيون بين الحين والأخر داخل الأراضي السعودية.

وذكرت المصادر أن مهربي المخدرات الآخرين لا زالوا محتجزين في المنزل بمنطقة الجر تحت حراسة مشددة من  قوات الجيش الموالي للحوثيين.

تعذيب جسدي

إلى ذلك كشف مصدر في عائلة أحد المعتقلين على ذمة تهريب مخدرات في سجن حرض العام، بأن قريبهم تعرض للضرب المبرح من قبل رجال الجيش واللجان الشعبية يوم 13/9 سبتمبر الحالي، وذلك إثر رفضه المشاركة في عملية تسلل اعتزم الحوثيون تنفيذها في وادي محافظة الحرث السعودية .

وقال أقارب المسجون أنهم تمكنوا من زيارة قريبهم بعد دفع مبالغ مالية كبيرة لمشرف جماعة الحوثي في حرض أبو الحسن، وأنهم تفاجئوا بالحالة التي وصل لها قريبهم وما تعرض له من الضرب والتعذيب.

وأضاف أقارب المسجون لـ«مندب برس» أن قريبهم أخبرهم بتعذيب الحوثيين له لإجباره في إرشاد مجموعة من مسلحي الجماعة في عبور وادي الشياطين بمنطقة الحرث حتى ينفذوا مهام جهادية ويعودوا عبر الطرق الجبلية الوعرة .

وحسب الأقارب فإن قريبهم المسجون رفض طلب الحوثيين مما جعلهم يعذبوه ويضربوا بأعقاب البنادق .

إطلاق بفدية

وتحدث مصدر أمني – فضل عدم كشف هويته لدواعي أمنية – عن وجود عشرات المعتقلين في سجون ميدي وحرض وعبس وبكيل المير ورازح من مهربي المخدرات تواصل جماعة الحوثي اعتقالهم وترفض عرضهم على النيابة لإحالتهم للمحاكمة رغم أن مدت اعتقال بعضهم تتجاوز 10 أشهر .

وذكر المصدر لـ«مندب برس» أن الحوثيين يستخدمون المعتقلين على ذمة المخدرات كمرشدين أو يطلقون صراحهم مقابل فدية مالية كبيرة تسلم لمشرف الجماعة في المنطقة .

وحسب المصدر فإن مشرف جماعة الحوثي في محافظة حجة أطلق في يونيو الماضي ثلاثة من تجار المخدرات يقضون عقوبة سجن لمدة 15سنة  في سجن النصيرية مقابل 3 ملايين ريال دفعت له من أقارب المسجونين .

وأوضح المصدر أن الأجهزة الأمنية لم تعد تدير السجون أو مركز الشرطة وإدارات الأمن وأن مسلحي الجماعة هم الأن السلطة الأمنية والعسكرية والسياسية الحاكمة على كل مفاصل الدولة .

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
شريط الأخبار