لم يكن الثوار اليمنيون يتصوّرون، حين نزلوا الي الساحات قبل نحو اربع سنوات، ان مصير ثورتهم سيكون وصول اليمن الي وضعها الحالي. بعضهم الان يري ان المشكله الاساسيه في البلد سببها ما قام به الحوثيون في الفتره الاخيره، ولذلك يرون ان استكمال الثوره يمرّ بقتالهم.
ناديه عبد الله التي تلقب بـ"مصوره الثوره" قالت لرصيف22: "معظم ناشطي وشباب ثوره فبراير اما معتقلون او فارّون خارج البلاد بسبب اعمال الخطف والاعتقالات، او انخرطوا في جبهات المقاومه الشعبيه، ومنهم ايضاً الشهداء والجرحي والسياسيون والعاملون في مساعده النازحين والمتضررين".
وعن نفسها، قالت: "انا عاطله عن العمل منذ ان اقتحمت مليشيات الحوثيين و(الرئيس السابق علي عبد الله) صالح مقر قناة يمن شباب التي كنت اعمل فيها. وبرغم ذلك اتعرّض للمضايقات من المليشيات. واحاول ان اخفف قليلاً من معاناه الناس عن طريق القيام ببعض الاعمال الاغاثيه للاسر الفقيره وللنازحين داخل العاصمه صنعاء".
القليس: الكنيسه التي شُيّدت في صنعاء للحلول مكان الكعبه
وعن تقييمها للثورة اليمنيه، قالت: "ثوره 11 فبراير استمرار لثوره 26 سبتمبر 1962 وثوره 14 اكتوبر 1963. وما يحدث اليوم هو استكمال لتلك الثورات. حاول الشباب تحقيق اهداف ثورات الماضي بالطرق السلميه، ولكن الانقلابيين اصرّوا علي ان تكون مسلّحه ولذلك ظهرت المقاومه في كل مدينه ومحافظه ضدهم، وكل هذا لاجل دوله مدنيه تتسع للجميع ولا تقصي احداً حتي الحوثيين اذا سلموا سلاحهم للدوله وتحولوا الي حزب سياسي مدني".
وماذا عن الحلّ للازمه الحاليه؟ اجابت: "اليمن تحتاج الان الي حل لن يتم الا بتسويه سياسيه تحقق مطالب ثوراتنا، وهذا ما سيمهد بسرعه لعوده الدوله والحكومه الشرعيه الي البلاد بعد اجراء الحوار الوطني".
ميزر الجنيد هو واحد من الشباب الذين قادوا الثوره في ساحات الاعتصام. في العام الماضي، طور لغته الانغليزيه في الهند باعتبار ان اتقان الانغليزيه ضروري لايصال صوت الثوره الي العالم.
عن رايه في الثوره، قال لرصيف22: "ثوره 11 فبراير شكلت حدثاً، وضع حداً للماضي الذي لن يعود، وفتح باباً المستقبل الذي طال انتظاره. فاليمن علي مر تاريخها لم تشهد حراكاً اجتماعياً كالذي حدث في فبراير، وعندي ايمان بان هذه الثوره ستتجدد وستاتي موجات جديده الي ان تنتصر الاراده الحالمه لليمنيين".
اليوم، يقف الجنيد في صف ما سمّاه "المقاومه الاجتماعيه المناهضه للانقلاب الحوثي علي الشرعيه التوافقيه، التي انتجتها المبادره الخليجيه". انتقد الوضع الحالي في اليمن فـ"محافظه تعز تلتهمها حمّي الضنك، وفي محافظه عدن انفلات امني، وتنظيم القاعده يهدد مؤسسات الدوله". وعزا هذا الخلل الي "غياب الرؤيه الاستراتيجيه لما بعد استعاده الدوله من الانقلابيين الحوثيين".
واضاف: "اخشي ان نجد انفسنا وحيدين امام مشكلات امنيه وتنمويه في المستقبل القريب. فحتي اللحظه، لم تُعالج المشكلات التي انتجتها الحرب في الجنوب".
وتابع: "احلام الثوره لا تزال حاضره في وجداني لانّني مؤمن بان الخلاص الجماعي الذي اختاره اليمنيون قد رسمت ملامحه الثوره الشعبيه العظيمه، التي ستتكرر في مشاهد مقبله، وبالحماس نفسه الذي كانت عليه، فهذه الثوره العظيمه تعني النصر او النصر".
وقال القيادي في ثوره فبراير احمد جعفان الصبيحي لرصيف22: "بعد ان الت الاوضاع الي ما الت اليه، من الطبيعي ان تكون المقاومه خياراً ثابتاً لا بديل منه. تلقائياً، وجدنا انفسنا ضمن صفوف المقاومه باعتبارها محطه مهمه وصلت اليها اراده التغيير في اليمن".
المقاومه التي يتحدث عنها الصبيحي، هي القوات التي تواجه الجيش اليمني التابع للرئيس السابق علي عبد الله صالح وللحوثيين. وعن الوضع الراهن في اليمن، قال: "تصدرت قوه رجعيه مذهبيه مناطقيه المشهد بقوه السلاح، واستفادت من حاله الفراغ بعد خلع الرئيس السابق، وذلك جراء غياب كتله سياسيه وطنيه يمكنها قياده وتنظيم مجري الاحداث". واضاف: "المقاومه هي الاطار الناظم لحركه التغيير باتجاه اعاده مشروع الدوله، والدخول في عمليه سياسيه سويه ضامنه للسير نحو المستقبل".
وراي ان "التحديات ما زالت كبيره امام جيل الثورة بسبب الميراث الثقيل لنظام الفساد، الذي احدث صدوعاً في جسد الوطن ونسيجه الاجتماعي. لم تزل الاحلام ببناء يمن جديده قائمه".
وقال الشاب باسم الحكيمي لرصيف22: "انا الان في صف المقاومه الشعبيه ضد الحوثيين، غير انّني سافرت الي المملكه العربيه السعوديه كاحد القيادات الثوريه التابعه للرئيس (عبد ربّه منصور) هادي".