حين دخلت مليشيا الحوثي مدينة تعز واحتلت عددا من شوارعها وأحيائها، منها حي الحصب وحوض الأشراف الذين كانت تستقر فيه مئات الأسر، بينها أسرة درهم القدسي الذي أبيد معظم أفرادها بصارخ أطلقته مليشيا الحوثي على المنزل الذي نزحوا إليه.
غادرت أسرة درهم القدسي منزلها بعد اشتداد المواجهات بين المقاومة الشعبية ومليشيا الحوثي وصالح في الحي الذي يسكنوه، وتوجهت إلى منزل الأسرة، الذي يقع في شارع جمال، كونه يقع – كما اعتقدوا - في مكان آمن.
وأثناء تواجدهم في منزل والدهم الذي نزحوا إليه، سقط صاروخ كاتيوشا أطلقه الحوثيون على المنزل، ما أدى إلى مقتل 9 نساء، وأربع فتيان ورجل.
أثناء زيارتنا إلى المنزل التقيت، بأحد أفراد الأسرة كانت ملامح الحزن في عينيه، واليأس مخيم على وجهه.
وجهت إليه بعض الأسئلة، رد بصعوبة والدموع تملأ عينيه، قائلاً: "تركنا بيوتنا ولجأنا إلى هنا ولكن الحوثيين قتلوا أفراد أسرتي"،،، قاطعه فرد آخر من نفس الأسرة قائلاً:" كفى ذل كفى صمت.. أريد سلاحا كي أخرج في وجههم، هؤلاء لا يوجد في قلوبهم رحمه ?يفرقون بين رجل أو امرأة".
إذا هذه هي قصة أولاد درهم القدسي الذين تركوا منازلهم، ونزحوا بعيداً إلى منزل والدهم خشية أن تطالهم نيران الحوثيين، إلا أن تلك النيران لحقتهم إلى حيث لجأ لتحصد أرواح الأطفال والنساء في منزل الأسرة.