الرئيسية > اخبار وتقارير > الكشف عن مخطط صالح لاغتيال هادي وكيف انقلبت الموازين على المليشيات

الكشف عن مخطط صالح لاغتيال هادي وكيف انقلبت الموازين على المليشيات

الكشف عن مخطط صالح لاغتيال هادي وكيف انقلبت الموازين على المليشيات

قال مصدر في المقاومة الشعبية الجنوبية لـ«الشرق الأوسط» إن محافظة شبوة الجنوبية سوف تصبح محررة بالكامل، مشيرًا إلى أن المواجهات الدائرة في المحافظة، تجري بالتنسيق بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وقوات التحالف، وباستعادة السيطرة على محافظة شبوة وتحريرها من قبضة الميليشيات الحوثية، تكون محافظات الجنوب كاملة قد تحررت من قبضة الميليشيات وهي المحافظات هي: عدن، ولحج، والضالع، وأبين وشبوة، فيما محافظات المهرة وحضرموت وجزيرة سقطرى، لم يتمكن الحوثيون من الدخول إليها.

ففي مارس (آذار) الماضي، سيطرت الميليشيات الحوثية وبدعم واضح من القوات العسكرية الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح على عدد من المحافظات الجنوبية، وفي المقدمة لحج وعدن وأبين ثم شبوة وأجزاء من محافظة الضالع، وقد واجهت عملية اجتياح الجنوب، مقاومة شرسة من القوات الموالية للشرعية والمقاومة الشعبية التي تشكلت على عجل في كثير من المحافظات والمناطق، لكن الاستعداد المسبق للحوثيين وصالح لإسقاط هذه المحافظات، كان حاضرا وبارزا، فقد بينت سير التطورات على الأرض أن كانت هناك مخططات مسبقة ومعدة منذ أشهر، إن لم يكن منذ سنوات، فقد اكتشف المواطنون في تلك المحافظات، أن كثيرا من المواطنين العاديين الذين ينتمون للمحافظات الشمالية والذين سكنوا لقرابة عشرين عاما في أوساط السكان على أنهم مدنيون، كانوا ضباطا في أجهزة الأمن والمخابرات التابع لصالح أو قوات الحرس الجمهوري التابعة لنجله العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، وأن بعض الشركات التجارية وغيرها، إلى جانب مواطنين بسطاء يمارسون مهنا يومية عادية، شاركوا جميعا في الانقلاب على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، من خلال مد مركز العمليات الموحد لقوات المخلوع والحوثيين بالمعلومات حول التحركات الميدانية في عدن، إضافة إلى مشاركة البعض فعليا في القتال والسيطرة على مواقع هامة، هذا عوضا عن عمليات تخزين الأسلحة التي خرجت، مع التطورات، من منازل كثير من المواطنين الشماليين ومن مخازن شركات تجارية ومدن سكنية تجارية.

وكشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن تحالف الحوثي - صالح، كان يسعى إلى تصفية الرئيس عبد ربه منصور هادي وعدد من المقربين منه، عبر الغارات الجوية التي نفذتها الطائرات الحربية على عدن، في الفترة التي تلت تمكن الرئيس هادي من مغادرة منزله بصنعاء، بعدما ظهر في عدن في الـ21 من فبراير (شباط) الماضي، ومثل ذلك الظهور ضربة قوية لتحالف الحوثيين وصالح، وقالت تلك المصادر الجنوبية إن الطرفين كانا يسعيان إلى الإبقاء على هادي سجينا في منزله بصنعاء ليكون ورقة ضغط على الشارع وعلى كل الأطراف والمحيط الإقليمي والدولي، وليشكل سجنه انهيارا نفسيا في صفوف مؤيديه والمناوئين للانقلاب والانقلابيين، غير أنه، وبحسب المصادر، تغيرت خطة الانقلابيين بعد تمكنه من مغادرته صنعاء إلى عدن واتخذ قرارًا باغتياله داخل قصر الرئاسة في «معاشيق» بعدن، عبر بعض الضباط الشماليين الموالين لصالح والذين كانوا ضمن حراسة قصر الرئاسة، وقد فشلت تلك المحاولة ومحاولات أخرى، وهو الأمر الذي دفع بالانقلابيين إلى استخدام سلاح الطيران لقصف القصر، بحسب حديث المصادر.

واعتبرت مصادر يمنية أن التدخل السريع والمفاجئ لقوات التحالف، عبر عملية «عاصفة الحزم»، التي قادتها السعودية، قلبت كل الموازين والمخططات لصالح والحوثيين، الذين كانوا يعتقدون أنهم سيضعون المحيط الإقليمي والعالم أمام «الأمر الواقع» للقبول به، ثم التحرك باتجاه عملية سياسية جديدة لإخماد أي تحرك عسكري داخلي، وقد أدى تدخل دول التحالف إلى وقف اندفاع الميليشيات الحوثية وقوات صالح ومنعها من السيطرة الكاملة على مدينة عدن، كبرى مدن الجنوب والعاصمة الاقتصادية والتجارية للبلاد، والتي أعلنها هادي، عقب فراره من صنعاء وعودتها إليها، عاصمة مؤقتة للبلاد، على اعتبار أن صنعاء باتت «عاصمة محتلة»، كما أعلن هادي ذلك في الأول من مارس الماضي.

وخاضت المقاومة قتالا عنيفا مع الميليشيات التي دمرت أجزاء واسعة من عدن ولحق الدمار بالمباني السكنية والتجارية ومؤسسات الدولة والمطار والموانئ وغيرها، بفعل المواجهات، حتى بات كثير من الناس يعتقدون بسقوط عدن كاملة بيد الحوثيين، الذين بدورهم كانوا يسعون إلى استخدام عدن كورقة ضغط في المشاورات غير المباشرة، التي جرت بين الطرفين في جنيف بين 15 و19 يونيو (حزيران) المنصرم، والتي فشلت تماما، وفي الـ17 من يوليو (تموز) الماضي، أعلنت الحكومة اليمنية الشرعية أن عدن باتت محررة بالكامل من قبضة الميليشيات الحوثية، وذلك بعد نحو 3 أيام على انطلاق عملية «السهم الذهبي» لتحرير العاصمة المؤقتة، وبحلول هذا اليوم (الخميس)، يكون قد مضى 27 يوما على تحرير عدن، ثم أعقبت ذلك المرحلة الثانية من عملية «السهم الذهبي» والخاصة بتحرير محافظة لحج والتي توجت بالنجاح يوم 4 من الشهر الحالي، وتلت المرحلة الثالثة من العملية في محافظة أبين بتحريرها وهو ما تم بالفعل في يوم 10 من الشهر الحالي، وكانت الضالع قد تحررت، فعليا، في 25 مايو (أيار)، على يد المقاومة الجنوبية، التي دحرت الميليشيات وقوات المخلوع إلى الحدود الشطرية السابقة.

ومرت عملية تحرير جنوب اليمن من الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح، بمراحل كثيرة، وكان من أبرز سماتها، الصمود الكبير للمقاومة الشعبية ولمواطني وسكان محافظات الجنوب على القصف المكثف والحصار والقتل والدمار الذي مارسته تلك الميليشيات، بالإضافة إلى توحيد الجنوبيين في جبهة صمود وقتال واحدة ضد هدف واحد وهو تحرير الجنوب، الذي كان يئن تحت وطأة، ما يصفه الجنوبيون، باحتلال قوات صالح للجنوب منذ حرب صيف عام 1994، ثم تحت وطأة الاجتياح الثاني لتحالف الحوثي - صالح، بعد أن كانت المحافظات الجنوبية قد بدأت تتحرر من الطوق المفروض عليها، بظهور الحراك الجنوبي، الذي التف الجنوبيون حوله ومن أجل استعادة الدولة الجنوبية التي كانت قائمة إلى ما قبل 25 عاما.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)