"ما اشبه اليوم بالبارحة"، عبارة رددها عشاق ومحبي فريق ريال مدريد، بعد فوز الغريم التقليدي برشلونة 5-4 على حساب مواطنه اشبيلية، وتتويجه بكأس السوبر الاوروبي في مدينة تبليس عاصمة جورجيا، للمرة الخامسة في تاريخه.
وتوّج ريال مدريد بالسوبر الاوروبي في الموسم الماضي امام اشبيلية ايضا (بطل الدوري الاوروبي 4 مرات وهو رقم قياسي)، إلا أن برشلونة نجح بخطف الكأس من خزائن النادي الملكي مساء الثلاثاء، ووضعها في المتحف الخاص لالقاب البرسا في معقل (كامب نو).
انجاز برشلونة ليلة الثلاثاء، يمثل الشمعة الرابعة في باكورة القاب النادي الكتالوني، الطامح لتكرار انجاز السداسية التاريخية للمرة الثانية بعد انجاز العام 2009 تحت قيادة المدرب الاسباني بيب غوارديولا، بعدما نجح في التتويج بأربعة القاب هي (الدوري والكأس الاسبانية ودوري الابطال والسوبر الاوروبي) من اصل 6 متاحة خلال الموسم الحالي، لكن ماذا عن جماهير ريال مدريد؟.
لقد عاش جماهير الميرينغي كابوسا مرعبا في الموسم الماضي تحت قيادة المدرب الايطالي المقال كارلو انشيلوتي، بعدما انصهر الذهب امام اعين لاعبي وجماهير ريال مدريد، وخرج الفريق خالي الوفاض من الموسم المنقضي، دون التتويج بأي لقب، سواء كان محليا او اوروبيا، واكتفى ريال مدريد بمشاهدة انجازات برشلونة في الموسم المنقضي والحالي بحسرة يغلفها الالم.
مشهد صعود برشلونة إلى منصة التتويج من المرجح أن يتكرر نظريا (على الورق) امام اتلتيك بيلباو يومي 14 و17 آب اغسطس الحالي في كأس السوبر الاسباني، وبكأس العالم للأندية في كانون الاول/ ديسمبر المقبل، بينما اكتفى لاعبي ريال مدريد برفع الكؤوس الودية خلال الجولة التحضيرية للموسم الجديد بقيادة المدرب الاسباني رافييل بينيتيز، التي بدأت في استراليا مرورا بالصين قبل أن يختتمها في المانيا، وهذه هي الحقيقة المرة التي قد لا يتقبلها عشاق اللوس بلانكوس.
برشلونة تفوق على نفسه قبل ان يترجم هذا التفوق إلى لغة الاقدام على المستطيل الاخضر، حيث احسن المدرب الشاب لويس انريكي بتوظيف قدرات لاعبيه بالشكل الامثل، واثبت الفريق شراسة هجومية مخيفة مع وجود ميسي ونيمار وسواريز، إلا ان برشلونة لا يزال يعاني من هشاشة دفاعية، والعكس مخالف تماما لريال مدريد، الذي يعاني من صيام تهديفي في آخر مباراتين لريال مدريد امام بايرن ميونيخ الالماني وفاليرنجا النرويجي، بينما يبدو الخط الخلفي اكثر صلابة ويستطيع الحد من خطورة مهاجمي الخصم، إلا فيما ندر.
اللعب الجماعي والتركيز الذهبي والاستعداد النفسي والبدني الجيد للمباراة وتنويع اللعب، جميعها عوامل تساهم في نجاح اي فريق، لذلك يتوجب على بينيتيز لفت انتباه جماهير ريال مدريد بالنتائج الايجابية واللعب بروح المنظومة مع بداية مشوار الفريق في الدوري الاسباني يوم 23 آب/ اغسطس الحالي امام سبورتينج خيخيون، بدلا من الاكتفاء بمراقبة انجازات، الفريق الافضل في العالم بالوقت الحالي برشلونة!.