أرجع مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي (مستقل) الهبوط المفاجئ في سعر صرف العملة اليمنية (الريال) مقابل الدولار والعملات الصعبة في البلاد بنسبة تفوق 10%، إلى "تزايد الطلب على الدولار" عقب قرار اللجنة الثورية العليا لجماعة الحوثي تعويم أسعار مشتقات النفط وإتاحة المجال للقطاع الخاص للاستيراد من السوق العالمية.
وأوضح المركز اليمني، الجمعة، في بلاغ صحفي تلقت "عربي21" نسخة منه، أن قرار "الحوثي" فاقم من حجم الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد اليمني، الذي يعاني من تجفيف منابع الحصول على العملة الصعبة، معللا ذلك بـ"توقف عملية تصدير النفط والغاز الطبيعي والمعادن والبضائع، بالإضافة إلى توقف الاستثمارات الخارجية وقطاع السياحة، فضلا عن المساعدات والمنح الخارجية "باستثناء عمليات الإغاثة والمساعدات الإنسانية.
وقال المركز إن "استمرار تراجع سعر الريال اليمني مقابل العملات الأخرى يمثل كارثة على المواطنين تفوق الجرعة السعرية المتمثلة برفع الدعم عن المشتقات النفطية"، ما يؤدي إلى "زيادة نسبة التضخم وبالتالي زيادة الأسعار وتراجع القيمة الحقيقية للعملة"، وفقا لبيان المركز.
ودعا مركز الإعلام الاقتصادي البنك المركزي لاتخاذ الإجراءات اللازمة لـ"وقف التلاعب بالعملة الصعبة في السوق السوداء".
وحذر من "انهيار شامل للاقتصاد اليمني" في حال استمر تساهل الجهات المختصة بهذا الملف، لاسيما وأن اقتصاد البلاد قد دخل مرحلة الانهيار الجزئي؛ عقب سيطرة جماعة الحوثي على السلطة بالقوة في أيلول/ سبتمبر من العام 2014.
وأكد بيان المركز أن قرار تعويم أسعار المشتقات النفطية وإتاحة المجال للقطاع الخاص لاستيرادها من الخارج، لن يجد طريقه للتطبيق بعد قرار الحكومة تحويل مسار السفن المحملة بالمشتقات النفطية من ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون، وتحويلها إلى ميناء عدن التابع للحكومة الشرعية في عدن.
ودعا التجار والمستوردين إلى عدم التهافت على شراء الدولار من السوق، مشيرا إلى أن الدولار لن يشهد ارتفاعا مخيفا، في حال "واصل البنك المركزي دوره في ضبط التعاملات بالعملة الصعبة من قبل البنوك وشركات الصرافة".
وبين بيان المركز اليمني للدراسات الاقتصادي أن"اقتصاد البلد يمر بمرحلة صعبة للغاية، نتيجة تآكل الاحتياطي من النقد الأجنبي من البنك المركزي، جراء تغطيته ـ أي البنك ـ لعملية استيراد شركة النفط للوقود، من العملة الصعبة".
وقبل ثلاثة أيام، سجل الدولار ارتفاعا غير مسبوق أمام الريال اليمني، بعدما شهدت مراكز الصرافة، تزايد الطلب على الدولار الذي بلغت قيمته 240 ريالا.