الرئيسية > اخبار وتقارير > الصحفيون في تعز ،،، الحقيقة تخترق الرصاص "تقرير"

الصحفيون في تعز ،،، الحقيقة تخترق الرصاص "تقرير"

الصحفيون في تعز ،،، الحقيقة تخترق الرصاص "تقرير"

يرقد المصور الصحفي طه صالح في احد مشافي تعز بعد أن تعرض لطلقة رصاص قناص اخترقت خده الأيمن بينما كان يؤدي واجبه المهني في تغطية المعارك التي تشهدها المدينة بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئاسة اليمنية..

يجد طه صعوبة في الحديث ، غير أن يده التي يؤشر فيها تعطي اشارات تحدي واضحة ان الرصاص لا يمكن لها أبدا أن تسقط الحقيقة ، الحقيقة التي جسدتها عيون كاميرته وهي تتجول بين ما تصنعه مليشيا تتلبس بقوة الدولة وتستخدمها للقتل والدمار والحصار .

في تحد آخر كتب طه صالح في تدوينة له على صفحته بموقع التواصل الإجتماعي تويتر "لئن منعونا عن الكلام بالرصاص لن يستطيعوا ايقافنا عن الكتابة " ، فيما يتلقي المئات من متابعيه تطورات المواجهات في المدينة التي تشهد معارك منذ أكثر منذ أربعة أشهر.

يتمنى صالح الذي يعمل مراسلاً لموقع مندب برس ومصوراً في وكالة فرانس برس وعدة قنوات تلفزيونية أن تلتئم جروحه الصعبة التي يعاني منها كي يعود لممارسة عمله الصحفي المثخن بالدم والمخاطر كضريبة اعتاد على دفعها الصحفيون والإعلاميون ثمناً للحقيقة .

الإعلامي أمين دبوان من قناة يمن شباب يعتبر في حديثه لمندب برس ان الإستهداف الممنهج للإعلاميين والصحفيين من قبل الحوثيين وقوات صالح رؤيتهم كل من يؤدي رسالته الإعلامية خصما لها ، يشير الى ان لدى الحوثيين صوت واحد وقناة واحدة ورأي واحد هي "قناة المسيرة" وما سواها يقع في دائرة الإستهداف .

دبوان الذي تعرض للإختطاف مرتين على يد الحوثيين ، احداها في تعز ، يقول ان اكثر ما يتخوفه الصحفيين هي التهديدات التي يمكن ان تطال ابناء الصحفي ، يقول ان الملاحقة احرمته من زيارة ابنائه منذ شهرين .

ويقول دبوان الذي اجرى لقاءات متلفزة مع قائد الممقاومة في تعز حمود المخلافي ، ورئيس المجلس العسكري صادق سرحان وناطق المقاومة في إب عبدالواحد حيدر ، انه يمارس عملاً صجفيا في هذا اللقاءات ، لكن قادة من الحوثيين لا يتوقفون عن تهديداته بالموت .

مبارك الصلاحي مصور القناة يتحدث عن عمليات قنص مستمرة لكل من يحمل كاميرا ، يضيف في حديثه لمندب برس " لا يمكنك النجاة بجلدك في الشوارع خما بالك اذا كنت تحمل كاميرا الأمر باعث على الموت".

يضيف الصلاحي "الموت اهون من الوقوع في يد الحوثيين وقوات صالح " ، لذا نحن نمارس عملنا بدون قلق ، بخلاف الصحفيين والمصورين الذين في مناطق السيطرة الحوثية .

وللشهر الثالث على التوالي ما يزال أكثر من 13 صحفيا في دهاليز المختطفات الحوثية بعد اعتقالهم من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون ، وأغلب هولاء الصحفيين من محافظة تعز  .

الكاتب في صحيفة الشرق القطرية والصحفي راكان الجبيحي يتحدث عن تحديات عمله ، يشير الى ان الجو يفتقد الى مقومات الحياة أولاً قبل أدوات العمل الصحفي ، وعدم القدرة على التنقل بين الأماكن بسبب المعارك الدائرة في المدينة ..

الجبيحي الذي غادر صنعاء ، بسبب الملاحقات التي يتعرض لها الصحفيون ، ويوافق زملائه في ان البقاء في مدينة تعز رغم الحصار والقصف  يضمن لك حق ممارسة العمل الصحفي دون أية قيود واقصاءات تمارسها سلطة الرقيب المتمردة .

الصحفي والناشط الشبابي عبدالله الشرعبي يقول لمندب برس ان قوات صالح عممت صور الصحفيين والناشطين على النقاط العسكرية المنتشرة حول المدينة كأهداف للإعتقال، يتساءل كيف يمكن لهذه المليشيا ان تضع الصحفيين العزل في فوهة بندقيتها وكأنهم خصوم عسكريين.

ويقول الشرعبي الذي كان من أوائل الشباب الذين انتفضوا ضد الرئيس السابق في مدينة تعز ان العزيمة الثورية وسلاح الكلمة اقوى من كل ما يتعرض له الصحفيين في تعز واليمن ، يشير الى أن ابرز المواقف التي تعرض لها "عدم قدرته على زيارة والدته في القرية بسب خشيته من اعتقال نقاط الحوثيين له .

وانتقلت قنوات تلفزيونية وصحفيون الى المناطق التي تسيطر عليها المقاومة الشعبية في تعز ، حيث يتحدث الصحفي صلاح البركاني لمندب  برس بقوله "" فقط في تعز بإمكانك التعبير عن رأيك بعيدا عن الخوف والمضايقات في مدن أخرى ، ان تعيش في تعز فهذا يعني ان تستنشق عبير الحرية كل صباح ".

وما بين الإنتفاضة المسلحة التي تشهدها المحافظة والمخاطر الكبيرة التي يتعرضون لها الصحفيون في هذه المدينة ، يبقون حلو الثورة في المحافظة التي ينتمي أغلب صحفيو اليمن اليها ،  ينقلون أخبار الإنتصارات وقضايا الإنسان من عمق المدينة التي تقيع تحت الحصار وتطفو على أنهر من حرية الرأي .

 

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)