الرئيسية > اخبار وتقارير > حديقة الحيوان بإب.. من مصدر بهجة وسعادة إلى منبع خوف وقلق (تقرير خاص +صور‎)

حديقة الحيوان بإب.. من مصدر بهجة وسعادة إلى منبع خوف وقلق (تقرير خاص +صور‎)

حديقة الحيوان بإب.. من مصدر بهجة وسعادة إلى منبع خوف وقلق (تقرير خاص +صور‎)

"حتى الحيوانات لم تسلم من الفساد " بهذه الجملة رد علينا أحد زائري حديقة الحيوان بمحافظة إب قبل عام ،فكيف يكون الأن في ظل الاهمال الذي يعاني منه الانسان قبل الحيوان؟
لعل حادثة فرار أحد الأسود من حديقة الحيوان بمحافظة إب قبل أيام أعاد للضوء الفساد الذي تعانيه الحديقة وحيواناتها التي تحولت المفترسة منها إلى مفترسة بفتح التاء ، فما الذي حدث ويحدث ليصل الحال بملك الغابة إلى فار من ظلم الانسان ومتهرب باحث عن ما يسد به رمقه بعد أن طال انتظاره والتهبت أمعاءه من الجوع.
حديقة الحيوان في تلة المحمول بالمدخل الجنوبي لمدينة إب والتي تم افتتاحها قبل سنوات قليلة في أخر فترة لحكم المحافظ الحجري ، وأسند الإشراف عليها وإدارتها واستثمارها لصندوق النظافة والتحسين بالمحافظة.
كان المأمول بعد افتتاحها تطويرها عبر تجهيزها بالخدمات الأساسية للزائرين ورفدها بالمزيد من الحيوانات النادرة باعتبار المحافظة قبلة للسياح وتفتقر للمشاريع السياحية والبنية التحتية بل لأبسط مقومات السياحة.
كغيرها من المشاريع العامة لم تلقى غير الإهمال والفساد ينخر فيها رغم المبالغ المالية الطائلة التي رصدت لها.
أصبحت منذ افتتاحها تنحدر من وضع سئ إلى الأسواء حتى وصل الحال بزوارها على قلتهم أن من يخرج منها سالما يشكر الله ان طول بعمره ولم يكونوا فريسة لما تبقى من أسود وضباع جائعة في أقفاص متهالكة ، وكذا من الأمراض المعدية التي تنتشر بين حيواناتها.
باختصار شديد ما يلمسه الزائر وما يخرج به من انطباع هو أن الحديقة تعاني من اهمال كبير تجاوز كل التقديرات ووصل حدا كارثيا يهدد حياة السكان والاقتصاد والسياحة في محافظة إب.
تنوع وتعدد مظاهر الاهمال للحديقة وحيواناتها وصل إلى درجة التجويع الممنهج للحيوانات والطيور داخل الحديقة رغم قلتها ومن لم يمت منها جوعا مات برصاص المواطنين في الشارع بعد هروبه من داخل الأقفاص المهترئة والتي جهزت مخالفة لمواصفات السلامة والأمان بعد التلاعب بمناقصة الإعداد كغيرها من مشاريع المحافظة.
فبرغم مبالغ الميزانية المهولة المرصودة لتغذية حيوانات الحديقة إلا أنها تموت جوعا داخل الأقفاص أو قتلا بالرصاص.
عمال الحديقة هم الاخرون مهملون وبلا مكافئات بالإضافة الى أن حياتهم مهددة هي الأخرى ، وأصبحوا يعيشون بقلق دائم - بحسب عدد منهم - من أن يكونوا فريسة للوحوش الجائعة داخلها، كذا فإن مرتباتهم الضئيلة تتعرض للخصميات في أحسن الأحوال إن لم تنقطع نهائيا كما هو الحال في الوقت الراهن حيث انقطعت رواتبهم منذ عدة أشهر ويتم اهمالهم بصورة تعكس مدى انعدام المسئولية لدى السلطات المحلية ومن يتحكم بها من المسلحين حاليا.
هروب الوحوش وسوء إعداد الأقفاص شكل خطرا كارثيا مستمرا لداخل الحديقة وخارجها، حيث أن خروج تلك الوحوش الجائعة يجعلها تفترس حيوانات أخرى داخل الحديقة أو خارجها في حوادث متكررة خيث ترض الحصان الذي في الصورة لعمليات انقاذ بالصدفة من بين فكي الأسود وما يزال يخضع حاليا للجراحة من قبل الطبيب البيطري الذي ما يزال الوجه الجميل المتبقى في الحديقة.
فساد القائمين على الحديقة وإهمالهم لها تعدى ضرره بالطبع ليشمل الانسان كما أسلفنا سواء الزائر أو العامل بالحديقة أو الساكنين بالقرب منها كما أن ذلك الفساد وصل للكثير من الجوانب المتعلقة بها فبرغم ميزانية التغذية الكبيرة للحيوانات فإن المتعهدين يقومون بجلب الحيوانات الميتة أو المشارفة على الموت بسبب الجوع كذلك أو المرض ويقومون بإطعامها لحيوانات الحديقة ما يسبب لها أمراضا مختلفة .
كذا فقد اتضح أن أحد أبرز مصادر اللحوم لحيوانات الحديقة هي حيوانات كلية الزراعة بالمحافظة والتي تم شراءها بالملايين وتجويعها هي الأخرى لتباع ميتة جيفة بالملالييم في صفقات فساد متنوعة.
وهكذا فإن الفساد هو المتسيد والمسيطر الوحيد على مختلف مجالات الحياة الانسانية والحيوانية في محافظة إب وغيرها من محافظات الجمهورية والمتضرر الأكبر منه بالتأكيد هو المواطن المغلوب على أمره.

 

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)