الرئيسية > اخبار وتقارير > الملك سلمان يستجم بعد 5 شهور من الحزم.. فماذا بعد؟

الملك سلمان يستجم بعد 5 شهور من الحزم.. فماذا بعد؟

الملك سلمان يستجم بعد 5 شهور من الحزم.. فماذا بعد؟

بعد 7 شهور على توليه الحكم، تمخض عنها أكبر تحالف عربي أعقب 60 يوماً فقط من تربعه على عرش المملكة العربية السعودية، بدأ الملك سلمان بن عبد العزيز، رحلة استجمامية، بعد أن أرسى قواعد الحكم الداخلية في المملكة، وبنى أرضية قوية لمواجهة نفوذ إيران في المنطقة كانت واجهتها الميدانية في اليمن.

ووصل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، أمس السبت، الذي تلقى البيعة ملكاً للبلاد في 23 يناير/ كانون الثاني الماضي، إلى نيس في جنوبي فرنسا، وانتقل إلى الفيلا التي يملكها في فالوريس (منطقة الألب ماريتيم في جنوب شرقي فرنسا)، وأناب ولي العهد وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف، بممارسة مهام الملك حتى عودته من هذه الإجازة خاصة.

ومن المقرر أن يقضي الملك عطلته في داره (فيلا) تملكها الأسرة المالكة السعودية، تقع وسط الصخور بين سكة للحديد والبحر الأبيض المتوسط الذي تطل عليه، وتمتد على كيلومتر على الساحل في خليج جوان في منطقة فالوريس قرب مدينة كان.

إنابة محمد بن نايف تزداد أهميتها في خضم التحالف العسكري العربي، ضد مسلحي جماعة "الحوثي" في اليمن، وقوات الرئيس المخلوع صالح، المتحالفة معها، والذي أعلنت عن انطلاقه السعودية منذ 26 مارس/ آذار الماضي، بطلب من الرئيس اليمني "عبد ربه منصور هادي".

وخلال الفترة الماضية، كان سابع ملك للملكة العربية السعودية يطوع خبراته الواسعة وحكمته العميقة في هذه الأوقات الحرجة، التي تمر بها المنطقة، لرسم المسار إلى الأمام، ليس فقط بالنسبة إلى السعودية وشعبها، ولكن أيضاً بالنسبة للمنطقة والعالم برمته.

تقول مجلة "التايم" الأمريكية التي اختارت الملك سلمان بن عبد العزيز، كأحد الزعماء الأكثر تأثيراً في العالم، من بين 11 زعيماً عالمياً: إن اختياره "جاء بسبب سياسته التي غيرت ملامح المنطقة في أيام معدودة"، مبينة أنه "عمل منذ سن مبكرة، جنباً إلى جنب مع معظم ملوك المملكة العربية السعودية في بناء بلاده، ويعود الفضل له شخصياً في بناء عاصمتها الرياض، لتكون مدينة عالمية حديثة".

ومنذ أن تولى الملك سلمان (79 عاماً) الحكم، انتهج سياسة نشطة وحازمة، للسيطرة على الأوضاع المتفجرة في المنطقة، لا سيما في اليمن، إذ أعاد تحرُّكه ضد انقلاب الحوثيين، عبر شنه عملية "عاصفة الحزم"، ترتيب أوراق اللعبة في اليمن، وأرسل عبرها رسالة واضحة وصريحة وصارمة لمليشيا الحوثيين، ولإيران بصفة خاصة، حدد من خلالها أنه على طهران أن تعيد النظر بسياستها العدوانية تجاه جيرانها.

- أبرز التغييرات

أما داخلياً، فبعد أيام من مبايعته، أصدر الملك السعودي سبعة وثلاثين أمراً ملكياً، شملت تعديلات وزارية أساسية وتغييرات جذرية في مفاصل الدولة السعودية، كان من أهمها تشكيل مجلس للشؤون السياسية والأمنية يرأسه محمد بن نايف ولي ولي العهد وزير الداخلية، في نهج اعتبره مراقبون أنه يفتح عهداً جديداً مختلفاً عما مضى بشكل جذري.

وخلافاً لما كان يعتقده الكثيرون، من أن الملك سلمان سوف يكون حاكماً تقليدياً يشغل المنصب لفترة وجيزة، فإنه نجح في خلق حالة جديدة في المملكة والمنطقة، من خلال تثبيت الجيل الشاب في الحكم، وأيضاً تفعيل دور الدبلوماسية السعودية.

وتشير صحيفة التلغراف البريطانية إلى أن الملك سلمان، لم يتوقف عند حد التغييرات الداخلية وصعود الجيل الشاب لحكم المملكة وحسب، وإنما بات الدور السعودي في دعم فصائل المعارضة السورية المسلحة واضحاً، إذ بات ميزان القوى يميل لتلك الفصائل بعد مجيء الملك سلمان للحكم.

الرغبة السعودية في مواجهة التغلغل الإيراني ونفوذها المتصاعد، هي من الأسباب الرئيسية التي حركت السياسة السعودية الجديدة، خاصة أن الأمر جاء في ظل الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى.

وكانت صحيفة الواشنطن بوست نقلت عن مسؤولين أمريكيين رافقوا وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر خلال لقائه، الأربعاء، بالعاهل السعودي، تأكيداتهم بأنه أعرب عن تأييده لاتفاق النووي الذي عقد مع إيران الأسبوع الماضي، شريطة أن يرافقه برنامج تفتيش قوي، وأيضاً تدابير كافية لفرض العقوبات مرة أخرى في حال انتهكت إيران شروط الاتفاق.

وحرصت واشنطن على طمأنة الرياض بشكل متكرر من هذا الاتفاق النووي، وأنه لن يؤثر على العلاقات بين البلدين، مع ضمان أمن الخليج.

- ماذا بعد؟

تشير الأحداث الجارية في الشرق الأوسط حالياً، إلى أن العقيدة القتالية الإيرانية موجهة إلى الجيران العرب، فهي اليوم منخرطة في عمليات عسكرية في سوريا والعراق، وهي عنصر دائم في الأزمة السياسية بلبنان عبر حليفها حزب الله، كما كانت صاحبة الفضل في ما وصلت إليه اليمن، عبر دعم مليشيات الحوثي المتمردة التي دمرت البنية السياسية والعسكرية لليمن وأطاحت بالشرعية الدستورية.

هذه المعطيات تعطي مبرراً واضحاً للقلق الإقليمي عموماً والخليجي خصوصاً من برنامج إيران النووي رغم الاتفاق، ما يجعلها تتمادى بقوة أكثر في بسط نفوذها في المنطقة العربية.

ويتوقع أن تعيد السعودية حالة الاصطفاف الإقليمي، وأن تعمل دول الخليج العربي على تطوير علاقاتها مع الصين وروسيا حليفتا طهران بعد أن شرعت في تطوير علاقتها مع فرنسا، إلى جانب تركيا كقوة إقليمية ترى فيها الرياض، الدولة القادرة والشريكة في إنهاء نظام بشار الأسد في سوريا (حليف طهران)، خاصة بعد التحركات التركية الأخيرة على الحدود.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)