الرئيسية > اخبار وتقارير > إلى أين تتجه عملية"السهم الذهبي" بعد عدن وهل ينجح صالح في تغيير مسارها؟!

إلى أين تتجه عملية"السهم الذهبي" بعد عدن وهل ينجح صالح في تغيير مسارها؟!

إلى أين تتجه عملية"السهم الذهبي" بعد عدن وهل ينجح صالح في تغيير مسارها؟!

بات من المؤكد تحرير عدن ثاني أهم المدن اليمنية من سيطرة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح  ، في معركة أطلق عليها السهام الذهبية ، وما بين إعلان التحرير تتعدد الخيارات لإستكمال النصر وتأمين العاصمة المؤقتة للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً .

في مارس المنصرم فرت الحكومة اليمنية من معقلها في عدن بعدما تقدم الحوثيون نحو المحافظات الجنوبية،وبسطوا نفوذهم على المدينة التي اتخذها الرئيس هادي مقراً لحكمه بعد وصوله من صنعاء التي سيطر عليها الحوثيون والقوات الموالية لصالح وفرضوا عليه الإقامة الجبرية وأعلنوا سلطة رئاسية بديلة .

وخلال أربعة أشهر مضت، شهدت عدن قتالاعنيفا بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس هادي، مدعومة بالغارات الجوية للتحالف العسكري بقيادة السعودية، قبل أن تدشن الرياض عملية السهم الذهبي بمشاركة قوات خليجية وأخرى موالية للشرعية في تطور كبير غير موازين القوى السياسية والميدانية بالبلاد.

عوامل الإنتصار

19288635-v2_xlarge.jpg (646×423)

نجح التحالف في مهمة تحرير عدن وشكل هذا الإنجاز ضربة قوية للمليشيا التي سيطرت على العاصمة صنعاء وعدن في فترة قصيرة ، غير أن مراقبين يرون أن هذا التقدم الكبير كان ثمرة عوامل عسكرية عدة أهمها المساندة من قبل دول التحالف وبروز الجيش الوطني المساند للشرعية .

ويرى الباحث والمحلل السياسي ياسين التميمي في حديثه لـ"مندب برس"أن ابرز هذه العوامل تتمثل في القصف المركز من قبل طيران التحالف لأهداف وتجمعات المتمردين ومخازن التسليح وخطوط الامداد; والإسناد القتالي الميداني للمقاومة؛ والحصار البري والجوي والبطولات والتضحيات الكبيرة من قبل المقاومة وصمودها الاسطوري والتأييد الشعبي العارم للتدخل العسكري للتحالف.

ينوه التميمي الى فشل الشحن الإعلامي للمليشيا لتجد قوات صالح نفسها محاصرة ومطرودة من الحاضن الإجتماعي، مشيرا الى أن كل هذه العوامل تتجمع لتخلق ظروفا لهزائم مشابهة متوقعة للمليشيا وقوات الرئيس السابق علي صالح في مناطق أخرى .

بدوره عزا أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود إبراهيم النحاس في حديث متلفز نجاح عملية التحرير إلى عمل متواصل من عاصفة الحزم منذ أربعة أشهر أنهك الحوثيين، وإلى تدريب قوات المقاومة المسنودة بوحدات الجيش الوطني المزود بمعدات عسكرية متطورة.

الكارثة وتحديات أخرى!

ثمة تحديات  لما بعد احكام السيطرة على عدن ، أبرزها الجانب الإنساني والإغاثي،  ثم تلي ذلك إعادة هيكلة الاقتصاد وبدء تنفيذ الخطط حال عودة الحكومة، والنظر بجدية إلى دخول اليمن في عضوية كاملة بمجلس التعاون الخليجي.

لكن اعادة الأوضاع وتجاوز الكارثة والنكبة التي خلفها اقتحام الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح لعدن قبل أشهر ، حيث نزح عشرات الآلاف من سكانها مع تصاعد القصف العشوائي الذي تشنه قواتهم مما ادى لمقتل اكثر من 1000 قتيل والآف الجرحى .

و دأب المتمردون على استهداف الكهرباء وقطعها عن عدن وتعمد تعطيلها في منطقة ساحلية بلغت درجة الحرارة فيها إلى 45 درجة مئوية، ما شكل مأساة أخرى يعاني منها السكان الذي توفي بعضهم وخصوصا كبار السن ومن يعانون من أزمات صحية مزمنة.

وانتشرت الأمراض الوبائية والحميات ومنها حمى الضنك ،حيث توفي منهم المئات وأصيب الآلاف بهذا الوباء القاتل الذي بدأ ينتشر سريعا، في غياب وانعدام الأدوية والمضادات الحيوية وكذا خروج أغلب المستشفيات الحكومية عن الجاهزية مع وقوف المنظمات الصحية العالمية متفرجة دون تحريك ساكن.

وقالت الحكومة اليمنية انها ستعمل "على تطبيع الحياة في محافظة عدن وسائر المدن المحررة وإعادة تأهيل البنى التحتية، والعمل على عودة النازحين، وتأهيل مطار عدن الدولي والموانئ البحرية، واستئناف العملية الدراسية المنقطعة بعد تأهيل المدارس والجامعات".

 

خارطة السهم الذهبي!

وصف الرئيس عبد ربه منصور هادي تحرير عدن من الحوثيين وقوات الرئيس السابق في عملية "السهم الذهبي"، بأنها فاتحة انتصارات متتالية لاستعادة اليمن، في حين تتحدث مصادر مقربة من التحالف أن العملية العسكرية ستعمل على تأمين العاصمة المؤقتة للبلاد والتمدد نحو الغرب والوسط.

ويرى مراقبون لـ"مندب برس" أن التحرك العسكري المقبل بعد تحرير العاصمة المؤقتة للبلاد يتمثل في تأمينها وتأمين مخطيها ، ثم الإنتقال الى محافظات مجاورة جنوب ووسط وغرب البلاد .

ويقول الباحث التميمي في حديثه لـ"مندب برس" أن أولوية التحرك العسكري سوف ترتبط بتأمين العاصمة المؤقتة للبلاد عدن؛ ولهذا المعارك تدور حاليا; في لحج وأبين وسوف تنتقل إلى تعز وإلى الحديدة ومارب بحسب التقديرات العسكرية والاستراتيجية التحالف، يضيف التميمي.

ويشيرا لى ان نموذج تحرير عدن سوف يطبق في كل الجبهات، مشيرا الى ان التحالف لا يحتاج إلى إرسال قوات للقتال سيعتمد على القوات اليمنية المدربة حديثا وسوف يقدم السلاح والدعم اللوجستي بالإضافة إلى الإسناد الجوي والبحري إذا لزم الأمر.

الناشط والمحلل السياسي أحمد جعفان الصبيحي يقول لـ"مندب برس" ان تحرير عدن سيعقبه تحرير لحج وبالذات قاعدة العند وتأمين النصر من خلال  التمركز في قاعدة العند واستعادة دورها العسكري والاستراتيجي بالتوازي مع تحرير تعز، مرجحا  أن تتم عملية نوعية لتحرير منطقة ساحل البد?ء الأحمر في لحج وتأمين موانئها ومنافذها.

ويشير الى أن هناك ترجمة للنصر العسكري والاستراتيجي إلى إجراءات وخطوات سياسية وادارية في اتجاهات متعددة تأتي  في إطار استئناف العملية السياسية بناء على مخرجات الحوار بحماية الجيش الوطني المسنود بالمقاومة.

تحويل سير المعركة!

bde63589-a593-4152-8fda-8f8992cae4ce.jpg (427×227)

بدأت المخاوف لدى بعض اليمنيين من اقحام ورقة الانفصال فيما بعد تحرير مدينة عدن جنوب اليمن ، خاصة بعد الترويج الاعلامي لوسائل اعلام الحوثي وصالح الذي يحاول ان يصور المعركة على انها صراع بين الوحدة والانفصال وان سبب اجتياح المدينة هو الحفاظ على وحدة اليمن في محاولة منه لتحويل سير خط عمليات السهم الذهبي الذي تقوده وحدات الجيش الوطني اليمني يدعم عربي .

وارتفعت يافطات الدولة الجنوبية التي كانت قائمة قبل الوحدة في العام 1990م من خلال بعض افراد المقاومة ، فيما أكدت الرياض التي تقود عمليات التحالف في اليمن أكثر من مرة بأنها مع بقاء اليمن قويا وموحداً.

ويرى محللون سياسيون أن هذه الأخبار سابقة لأوانها ، وأن خيار تحرير كافة المدن على يد الوية الجيش الوطني من مسلحي الحوثي والقوات الموالية لهم يجب ان يكون السائد في هذه المرحلة لحفظ اليمن من التشظي والتمزق .

حيث يرى الصبيحي وهو ناشط جنوبي ، أن ما يردد من مخاوف الإنفصال سابق لأوانه ، مشيرا الى أنها ظاهرة صوتية يلجأ إليها الرئيس السابق علي صالح" لتحويل عنوان المعركة بين الشرعية والانقلاب إلى معركة جنوب وشمال ووحدة وانفصال".

b5abe30d-707a-4e1a-ae68-d9f7640931e4.jpg (300×250)

*التميمي

 02cfad38-52d6-4c53-b1bf-292748e67136.jpg (427×427)

*الصببيحي

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)