فاجاء عبد القوي الشيباني متابعيه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بتدوينه قال فيها انه يبحث عن من يشتري مطعمه الشهير"مطعم البيك الشيباني"
وقال الشيباني وهو أحد اشهر ملاك المطاعم في صنعاء ان السبب يعود إلى الركود الاقتصادي الذي تشهده البلاد واضطراب الاوضاع ومحدودية الدخل.
وعادة ما يكون سبب حدوث ركود أن الإنتاج يفوق الاستهلاك ، الأمر الذي يؤدي إلى كساد البضاعة وانخفاض الأسعار.
والقى هذ القرار جدلاً في مواقع التواصل لاسيما لدى الصحافيين الذين اعتبروه آخر مؤشر في إنهيار الوضع الاقتصادي والمعيشي للناس.
وقال هلال الجمره مدير تحرير صحيفة النداء الاسبوعية "اذا أردتم تقييم الوضع الاقتصادي للبلد خذوا مطاعم البيك الشيباني "أشهر سلسلة مطاعم في اليمن".
وأضاف هلال "لا أصدق أن عبدالقوي الشيباني صاحب أشهر مطاعم في البلد يعرض شركته للبيع.. هذا مؤشر لمجاعة ووضع أسوء مما نتوقع، اقتصاد البلد منتهي."
وتهكم الجمره على الشعار الذي يطلقه الحوثيون عقب كل انتقاد يوجه لهم " مع ذلك لا نبالي لا نبالي ،كلهم غير مبالين بحال الشعب".
وبطبيعة الحال فإن تقويض جماعة الحوثيين المسلحة للسلطة واشتعال الحروب شمالاً وجنوباً وضع البلد أمام نتائج مدمرة فبالنسبة لإغلاق مطعم شهير صمد في أكثر الاوضاع سوءً يمثل طالع سيء لدى المتابعين .
وتتضاءل الآمال في التوصل الى اتفاق سلام بين الأطراف اليمنية المتحاربة ، وأصبح من الواضح أن الفجوات بين تلك الأطراف تتوسع.
ومع مرور الأيام، وتغير سير المعارك على الارض ستصبح المحادثات أكثر مرارة مما كانت عليه من قبل، وعلى ما يبدو فإن الشيء الوحيد الذي لا مكان له على قمة أولويات قادة الصراع هو وضع حد للانتهاكات ضد المدنيين.
ولطالما جمع مطعم الشيباني الواقع في منطقة حدة كبار الشخصيات السياسية في البلد بمن فيهم نجل الرئيس صالح وابن اخيه يحيى صالح ، فضلاً عن مطربين عرب ومحليين اشهرهم فنان العرب محمد عبده والفنان اليمني واسع الشهرة ايوب طارش.
وبمجرد دخولك للمطعم ذو الثلاث طوابق ستلاحظ ان جدرانه مرصوفة بصور مشاهير ووزراء وصحافيين يمنيين وأجانب.
ويحرص عبدالقوي الشيباني "قرابة 50 عاماً" على التقاط الصور مع زبائنه لاسيما المشهورين.
وللشيباني سلسلة من التغريدات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك التي يبدي فيها استياءه من الوضع في اليمن مؤخراً وتراجع الطلب على وجباته نظراً لظروف الناس الاقتصادية المتردية.
وفي ضل هذه الاوضاع يكافح البسطاء وذوي الدخل المحدود في البلاد للبقاء على قيد الحياة في خضم واحدة من أشرس النزاعات في العالم.
ففي أواخر مارس، فر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من العاصمة صنعاء، ووصل في نهاية المطاف إلى المملكة العربية السعودية. ثم بدأ التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية حملة قصف في اليمن في محاولة لإعادته إلى منصبه وطرد المتمردين الحوثيين الذين استولوا على أجزاء كبيرة من البلاد بالتحالف مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وقد حافظ الحوثيون على سيطرتهم على أجزاء رئيسية من البلاد وتوغلوا جنوباً أيضاً. لكنهم فقدو عدن مؤخرا وهي واحدة من اهم المحافظات بالنسبة لهم على الاقل.
ويرى خبراء أن تمزق اليمن يرتبط بالانقلاب الذي حدث قبل عام تحت مسى "الثورة" التي يتبناها الحوثيون أو انبعاث الحركة الانفصالية من جديد في الجنوب أو التحالف الخطير الذي بدأ ينمو بين القبائل والقاعدة في الشرق.
ونتج عن تدهور الاقتصاد اليمني هبوط شديد في الانتاج بشكل عام وارتفاع جنوني في الاسعار وتم تسريح مئات الموظفين في القطاعات الخاصة كما افلست العديد من المؤسسات وبالتالي فقد كثير من العمال والموظفين وظائفهم.
والشيباني ليس اول من يغلق أو يعرضه للبيع فقبل نحو شهر ونصف اغلقت ثلاثة من اشهر المطاعم السياحة ابوابها في صنعاء.
وكان انعدام مادة الغاز السبب الرئيسي في إغلاق مطاعم "الحمراء والخضراء وريماس" قبل ان تعادو فتحها قبل ايام.
ومالم تتوصل البلاد الى حل سياسي يجمع كل الأطراف فإن القادم سيكون مأساوي وخطير.