أعلنت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، إيرينا بوكوفا، عن خطة عمل طارئة للحفاظ على التراث الثقافي اليمني.
وتهدف الخطة التي أعلن عنها في اختتام اجتماع خبراء في مجال التراث دام يومين في مقر المنظمة بالعاصمة الفرنسية باريس واختتم أمس، إلى وضع آلية للتعاطي مع التهديدات المتواصلة والناجمة عن النزاع القائم، للتراث الثقافي المادي وغير المادي.
وقالت مدير منظمة اليونسكو "إنه لواضح أن تدمير تراث اليمنيين له تأثير مباشر على هوية وكرامة ومستقبل أبناء اليمن، بل إنه يؤثر أيضا على ثقتهم بالمستقبل"، مشيرة إلى أن خطة العمل الطارئة تندرح تحت قيادة التحرك الدولي عبر التحالف العالمي في حملة #متحدون_مع_التراث.
وأوضحت أن الخطة التي بلورتها اليونسكو وشركائها من المؤسسات الأخرى والهيئات الوطنية اليمنية ذات الصلة، تهدف أيضا إلى معالجة الدمار واسع النطاق، الناجم عن النزاع، الذي لحق في الفترة الأخيرة، بمواقع التراث الهامة والمتاحف، فضلا عن الاضطراب الذي لحق ببعض تعابير التراث الثقافي غير المادي، التي تشكل مجتمعة رموز هويات الشعوب ورصيدا أساسيا لإعادة البناء والتنمية المستدامة في البلاد.
ودعت بوكوفا المجتمع الدولي لدعم هذه الخطة حتى يكتب النجاح لها، مؤكدة ضرورة حصولها على التمويل اللازم.. مضيفة "من الواضح أن الحكومة المحلية لا تملك الموارد اللازمة للقيام بهذه الجهود وحدها، وإني أدعوكم إلى حشد جهود مؤسساتكم والجهات التي تتصلون بها لدعم اليونسكو والسلطات اليمنية لتنفيذ هذه الخطة".
وتابعت "فقد اندلع نزاع في اليمن في فبراير 2015، تسبب بخسائر ومعاناة إنسانية جسيمة، وقتل ما يزيد عن 1500 مدني منذ شهر مارس، بينما تشرد حوالى مليون و270 ألف نسمة حسب تقارير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، وتعرضت مواقع التراث الثقافي لأضرار جانبية، كما أن عمليات تدمير متعمدة حصلت للمرة الأولى ضد القبور القديمة في حضرموت".
واستطردت مديرة اليونسكو "معظم المواقع الثقافية الموجودة على قائمة التراث العالمي مدينة زبيد التاريخية القديمة، جدران المدينة من شبام، مدينة صنعاء القديمة، باتت الآن مدرجة على قائمة التراث المهدد بالخطر، ولحقت بمدينة صنعاء القديمة ومركز صعدة التاريخي أضرار جسيمة من جراء أعمال القصف".
وأكملت "كما لحقت أضرار مشابهة بمواقع عديدة يمنية أخرى، موجودة على القائمة التحضيرية للتراث العالمي، منها قلعة تعز والموقع الأثري لمدينة براقش المسورة القديمة، والمواقع الأثرية لمأرب التي ترقى إلى نهاية الألفية الثانية قبل الميلاد، وسد مأرب العظيم، المعجزة الهندسة التقنية، بالإضافة إلى أن التراث المنقول تكبد أيضا خسائر فادحة، كما هو حال متحف ذمار، الذي يستخدم لاستضافة مجموعة من التحف الحرفية يصل عددها إلى 12 ألف و500 تحفة تم تدميرها بالكامل في مايو الماضي".
من جهته وجه سفير اليمن لدى اليونسكو أحمد الصياد، ، نداء إلى الأسرة الدولية للاتحاد مع التراث اليمني تحت عنوان "صنعاء، عدن، تعز، زبيد، صعده، مأرب كلها مدني كلها مدنكم".. وقال "إنها ليست مدن الماضي إلا بالمعنى التاريخي أما بالمعنى الفني فهي جزء من الحاضر، إنها ماضي وحاضر كل يمني، إنها ماضي وحاضر كل عربي وكل مسلم، إنها ماضي وحاضر كل إنسان أيا كان دينه وأيا كانت هويته وحضارته، وبالتالي فإن العمل على إيقاف تدميرها والمحافظة عليها واجب كل يمني كل عربي وكل مسلم وكل إنسان".