تناولت صحف أميركية اتفاق فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني، وانتقد بعضها الاتفاق، وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يصب الزيت على نار الشرق الأوسط، وحذرت من تسبب الاتفاق في تزايد العنف الطائفي.
فقد نشرت صحيفة وول ستريت جورنال مقالا للكاتبة كارين إيليوت هاوس قالت فيه إن أوباما يأمل أن يسهم اتفاق النووي الإيراني في تلميع ميراثه الرئاسي، وذلك كي يوصف بأنه صانع سلام عالمي، ولكن هذا الاتفاق سرعان ما يزيد من العنف الدموي والطائفي بشكل أكبر في الشرق الأوسط، ويزيد من التهديدات الأمنية ضد اثنين من الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في المنطقة، وهما السعودية وإسرائيل.
وأضافت الكاتبة أن كلا من إسرائيل والسعودية عارضتا اتفاق النووي بشكل شديد، وذلك في ظل مخاوف إسرائيل من حصول إيران على السلاح النووي، وفي ظل خشية السعودية من أن يؤدي الاتفاق إلى تعزيز مكانة إيران الإقليمية، وبالتالي إلى استغلال طهران الانقسامات الطائفية في المنطقة.
وأشارت الكاتبة إلى أن الكابوس الخطير قد تحقق وأصبح أمرا واقعا، وأن الاتفاق يشكل تهديدا حقيقيا للسعودية، وذلك بوصفها الدولة السنية الرئيسية المنافسة لإيران الشيعية في الهيمنة الإقليمية على المنطقة، وأنه أدخل إسرائيل في أزمة حقيقية، وذلك رغم كونها تمتلك أسلحة نووية، ورغم كونها أكثر ثقة في الحصول على الدعم الأميركي.
وحذرت الكاتبة من التمدد الإيراني في المنطقة، ومن دعم طهران للمليشيات المسلحة التي تحارب عنها بالوكالة، وقالت إن السعودية أيضا تقود تحالفا لمواجهة التهديدات الإيرانية ووقف استمرار طهران في بسط نفوذها في المنطقة، مما يعني أن خطوة أوباما تمثل صبّا للزيت على نيران الشرق الأوسط الملتهبة.
من جانبها، نشرت صحيفة واشنطن تايمز مقالا للكاتب ويسلي برودين انتقد فيه اتفاق النووي ووصفه بأنه يمثل استسلاما من جانب بالولايات المتحدة والقوى الكبرى لإيران، وأضاف أن تسريبات جديدة ظهرت الأربعاء الماضي فقط وكشفت عن أن الاتفاق يتضمن نصا يقول إنه لا يحق لأي دولة المشاركة في عمليات التفتيش التي تنظمها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك إلا إذا كانت تحتفظ بعلاقات دبلوماسية طبيعية مع إيران.
وأوضح الكاتب أنه بموجب هذه التسريبات، فإنه لا يحق للولايات المتحدة المشاركة في التفتيش إلا بعد تطبيع علاقاتها مع إيران، وبالتالي إرسال الدبلوماسيين الأميركيين إلى طهران وتعريضهم للخطر الشديد المحتمل.
وحذرت الصحيفة في تقرير منفصل من أن يؤدي الاتفاق إلى إشعال المزيد من العنف الطائفي في الشرق الأوسط.
وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا للكاتب تشالز كروثامر انتقد فيه الاتفاق ووصفه بأنه أسوأ مما يمكن تخيُّلُه، وأنه يمثل أسوأ اتفاقية في تاريخ الدبلوماسية الأميركية.
وأضاف أن طهران مستمرة في استيراد الأسلحة المتطورة من موسكو وبكين، وأنه ليس بمقدور الولايات المتحدة مهاجمة وسائل النقل الروسية والصينية بطبيعة الحال. وقال إن الاتفاق يمثل تهديدا ليس لحلفاء أميركا في الشرق الأوسط فحسب، بل يشكل تهديدا للبحرية الأميركية في المنطقة.
ونشرت الصحيفة مقالا للكاتب ديفد إغنيشاس تساءل فيه عن الكيفية التي يمكن من خلالها منع إيران من استمرار التدخل في شؤون دول الشرق الأوسط، وأشار إلى أن وقف إيران من مواصلة بسط نفوذها على المنطقة يعد من الأولويات.