قتل 17 مسلحًا من المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، في غارات شنتها طائرات التحالف العربي، ومواجهات مع المقاومة في الأطراف الشمالية والغربية لمدينة عدن. وأسفرت هذه المواجهات أيضًا عن مقتل 6 أشخاص من المقاومة الشعبية وإصابة 8 آخرين، وفق ما أوضحت تقارير إعلامية وصحافية أمس الخميس. واستهدفت غارات أخرى تجمعات للحوثيين في منطقة حمام علي بمحافظة ذمار، كما تحلق طائرات التحالف بشكل مكثف في سماء صنعاء.
وكانت تقارير إعلامية في اليمن أفادت بمقتل ما لا يقل عن 21 مدنيًا وإصابة نحو 130 آخرين في قصف المتمردين الحوثيين وقوات صالح على تعز وعدن، فيما قتل 6 من المسلحين الحوثيين وقوات صالح وأصيب آخرون في المواجهات مع المقاومة الشعبية في تعز. وفي تعز، لقي 3 مدنيين مصرعهم وأصيب 13 جراء قصف عشوائي قام به المسلحون الحوثيون وقوات صالح على الأحياء السكنية في المدينة.
وشهدت تعز أيضًا مقتل 6 مسلحين من الحوثيين وقوات صالح، بالإضافة إلى إصابة 36 آخرين منهم في مواجهات مع المقاومة الشعبية. وشهدت عدن الأربعاء اشتباكات عنيفة بين المسلحين الحوثيين وقوات صالح من جهة وأفراد المقاومة الشعبية من جهة أخرى. وقصف طيران التحالف فجر الخميس، معسكر «لبوزة» في لحج شمال عدن، فيما أفادت تقارير بتقدم المقاومة الشعبية باتجاه قاعدة «العند»، بعد معارك عنيفة مع الانقلابيين، حيث تُعتبر قاعدة «العند» من أهم المعسكرات التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي والمخلوع صالح في جنوب اليمن.
وأفادت التقارير بأن المقاومة الشعبية تصدّت لهجومٍ من قبل المتمردين الذي حاولوا السيطرة على موقع «قرن سوداء لقموش» في محافظة شبوة. كما شنت مقاتلات التحالف 6 غارات جوية استهدفت معسكر الأمن المركزي بمدينة البيضاء وسط البلاد. وأفادت مصادر يمنية بأن 30 شخصًا على الأقل من مليشيات الحوثي وصالح قتلوا، فيما أصيب آخرون في المواجهات مع المقاومة على جبهتي البلق والمخدرة في محافظة مأرب، فيما تسعى المقاومة الشعبية في مأرب بكل ثقلها لإفشال مخططات المليشيات للسيطرة على مصادر النفط.
وتشهد مأرب أعنف المعارك منذ عدة أيام مع حشد مليشيات الحوثي- صالح تعزيزاتهم للسيطرة على مصادر الثروة اليمنية. فمأرب وبعد سيطرة الانقلاببين على محافظتي شبوة والجوف تبدو شبه محاصرة مع فتح عدة جبهات للقتال في محيطها الشمالي والغربي وعلى الأخص في صرواح والجدعان، وهناك محاولة التفاف من الجهة الجنوبية من شبوة. كما شكل انتشار مسلحي الحوثي خلال اليومين الماضيين باتجاه صحراء العبر، خطوة لافتة في سعي المليشيات لإحكام سيطرتهم على أنبوب تصدير الغاز الطبيعي من مأرب إلى ميناء «بلحاف» المطل على البحر العربي.
ويرى بعض قادة المقاومة الشعبية في مأرب أن ما يوصف ببعض الخيانات في جبهتي شبوة والجوف لن يؤثر على كون مأرب عصية على الانقلابيين، لكونها جبهة مستقلة ومتماسكة تجاوز أبناؤها الخلافات السياسية ويعتبرون معركتهم مع مليشيا الحوثي والمخلوع صالح مصيرية. هذا فضلًا عن المطامع التي أظهرتها مليشيا الحوثي منذ وقت مبكر للسيطرة على مصادر الثروة المحدودة أصلًا في اليمن والمتمركزة في مأرب لتمويل مشروعهم الانقلابي.
وكشفت المواجهات الأخيرة إصرار الانقلابيين على إسقاط مأرب لأهميتها الاقتصادية والإستراتيجية ويجعل الطريق سالكًا حال سقوطها للوصول إلى حضرموت، وما يضاعف الخطر على مأرب حاليًا هو وجود شكوك حول ولاء بعض الوحدات العسكرية للشرعية والمتمركزة في سيؤون في حضرموت. لكن مصادر قبلية في مأرب تؤكد أن هنالك علاقة تحالفية وطيدة بين قبائل مأرب ووحدات الجيش ما يشكل ضمانة لإفشال مشروع مليشيا الحوثي - صالح في السيطرة على منابع النفط والغاز.