الرئيسية > اخبار وتقارير > من هو الشهيد الابارة الذي استشهد بقصف قوات التحالف على مقر قيادة العبر بحضرموت، ومن وراءها ؟

من هو الشهيد الابارة الذي استشهد بقصف قوات التحالف على مقر قيادة العبر بحضرموت، ومن وراءها ؟

من هو الشهيد الابارة الذي استشهد بقصف قوات التحالف على مقر قيادة العبر بحضرموت، ومن وراءها ؟

بالأمس وفي ساعات الإفطار كما تقول كثير من الروايات المتواترة نفذت طائرات غارتين جويتين على مقر قيادة معسكر العبر التابع لقواة الشرعية والموجود في محافظة حضرموت - شرقي اليمن. وحتى اللحظة لا أحد يعرف سبب تلك العملية أو من أمر بتنفيذها فالرأي العام اليمني يسوق روايات عدة بين أن تلك الضربات بطائرات أمريكية بدون طيار وبين أنها من طيران التحالف - فرع الإمارات - وبين أن قيادات الشرعية في الرياض متآمرة وتسعى لتصفية قيادات بعينها بينما يقول آخرون أن القصف حدث بالخطأ.

ومهما كانت الأسباب وأي كان من طلب تنفيذ تلك العملية فقد خلفت قرابة 200 شهيد من أبناء القوات المسلحة الموالية للشرعية والتي كانت ربما تستعد لخوض معركة تحرير عدن كما أشارت إلى ذلك ، سابقا ، تصريحات كثير من المسئولين في الرياض.

من بين عشرات الشهداء الذين أرتقوا بالأمس في منطقة العبر الشهيد القائد العميد احمد يحيى غالب الأبارة والذي يبدو أنه يمتلك مكانة كبيرة في نفوس الأحرار الذين يتطلعون لإنعتاق بلادهم من كابوس الأماميين الجدد كما كان يحب أن يسميهم الشهيد.

العميد أحمد يحيى غالب الابارة من أبناء محافظة ريمة وبحسب شهادة ، علي الفقيه ، فقد كان الشهيد أسد وشجاع ووطني وبسيط (نزيه حد أنه عاش حياته فقيراً) أمضى جل حياته في الجيش حتى أحيل الى التقاعد القسري وهو في قمة عطائه، وجد فيه الناس ضالتهم ليمثلهم في المجلس المحلي بمحافظة ريمه وظل يقارع الفساد طيلة السنوات الماضية.

انقلب الحوثيون على السلطة فغادر العاصمة والتحق بالقوات المؤيدة للشرعية ليقوم بدوره في مواجهة من كان يسميهم "الإماميون الجدد" وحذر من وقت مبكر من خطر هذه الجماعة التي كان يقول بأعلى صوته إنها خطر على الوطن.
عاش حياته مناضلا جسورا صلبا حد الصدام لا يعرف الملاينة ولا المداهنة ولا الاستسلام..

ويقول الناشط كمال حيدرة، في حديثه عن الشهيد الذي طالما كان يتردد على ساحة التغيير أبان اندلاع الثورة الشبابية الشعبية السلمية في العام 2011 بأنه "المناضل الكهل الذي كان معنا في كل ما كنا نفعله في محاولاتنا الاخيرة لانقاذ انفسنا وبلدنا من السقوط.. وكان اكثرنا شبابا واخلاصا. وعندما لم يجد فعلنا شيء حمل سنينه الكثيرة، وشيبه الذي يملأ رأسه، وذهب الى الميدان، مستعيدا عسكريته التي تخلى عن شرفها الكثيرون. استعادها وهو في اشد الحاجة لما تبقى من سنينه ليحظى بشيء من الراحة".


ويقول الشهيد الذي يعد أحد رفاق الشهيد حميد القشيبي وصاحب فكرة الإصطفاف الوطني للدفاع عن الدولة والحياة السياسية في مطلع إجابته عن سؤال ولده عبدالرقيب حينما سأله ما الذي يجعلك متفائل في قتال الحوثيين قال : في معارك الشرف لا يمكن ان تكون متشائما ..تفائل .وان خذلك الاخرون .. انا أعمل على التأسيس لجيل لا تكون انت فيه مواطن درجه ثانية ...لا يكون فيه سيد وعبد ..لا يكون فيه شريفة وعاهرة ..وسابذل روحي لذلك.

استشهد الأبارة على مائدة افطار جماعية مع رفقة من القادة الموالين للشرعية في منطقة العبر، بغارتين للتحالف قيل أنها وقعت بالخطأ كما استشهد من أقاربه كلا من عبد الملك الابارة ، عبد الاله الابارة ،صلاح الابارة ، عبد الجبار الابارة ، بشير الابارة ، سعد خيران الابارة.

 

من يريد للحرب أن تطول؟

لا أحد يستفيد من الحرب أكثر من القيادات الحوثية وبعض الموالين لصالح والذين يتربعون على اقتصاد السوق السوداء في اليمن فيبيعون كل شيء خارج القانون والرقابة التي باتت معدومة. فالمساعدات الإنسانية الخارجية التي يفترض بها إستهداف شرائح معدمة أو متضررة من الحرب يتم تداولها في الأسواق وكذلك الحال مع المشتقات النفطة. 

ففي حين لا يجد المواطنون في كثير من المحافظات بترول أو ديزل أو غاز في اماكن البيع العادية يجدون هذه المواد في السوق السوداء وبأسعار خيالية قد تصل في بعضها إلى 30 ألف ريال يمني (150$) لل 20 ليتر بنزين .

بل إن تحكم الحوثيون والموالون للمخلوع في حياة اليمنيين لم تقتصر على المواد الغذائية والمشتقات النفطية بل وصل الأمر إلى المتاجرة بجوازات السفر. ويقول مواطنون أن الحصول على جواز سفر أصبح ضرب من الخيال ما لم تكن تمتلك مال كافي لتدفع للسماسرة الذين أبتدعوا طرق جديدة للسمسرة والنصب في ظل تحكم المليشيات في مفاصل البلاد.  كما تستطيع الحصول على جواز سفر بحسب بعض المصادر عن طريق شبكة معارف لها علاقة باللجنة الثورة للحوثيين سواء في العاصمة أو المحافظات. 

هذا التحكم في الإقتصاد اليمني المنهار في ظل الحرب ربما يدفع مليشيات الحوثي التي تتلقى ايضا أسلحة وأموال من الخارج يدفعها لعرقلة جهود أي هدنة أو إيجاد سبيل لحل الأزمة. 

إلى جانب ذلك يرى كثير من المراقبين للشأن اليمني أن كثير من الشخصيات المتواجدة في الرياض والتي أصبحت تدير الأزمة وتتقاضى مبالغ مالية كبيرة لا يبدو أنها تريد للحرب هذه ان تضع أوزارها ، كما أن التوجس من المستقبل وطبيعة القوة التي بدت تتشكل من روح المقاومة الشعبية تدفع فريق الرئيس هادي إلى مراجعة حساباتهم بشكل دوري ومحاولة خلق مقاومة تتناسب وتطلعاتهم للمستقبل الذي ينشدونه في اليمن. وهذه النظرية تبدو جلية في الأيام الأخيرة حيث تم وأد مقاومة الجوف وخذلانها والتخلي عنها في الوقت الذي بدأت به تلك المقاومة تضرب معاولها على أسوار مدينة صعدة معقل المتمردين.
كما يرى كثيرون في الضربة الجوية التي تعرض لها الجيش الموالي للشرعية في حضرموت بالأمس أن له علاقة بالإنتصارات التي تتصدرها المقاومة في مأرب وقد تتعرض هي الأخرى لما تعرضت له مقاومة الجوف في الوقت الذي تتلطع فيه هذه المقاومة للمدد من معسكرات الشرعية في صحراء حضرموت. 

وما يزيد من الشكوك هو أن معسكر العبر كان قد بعث بكتيبة عسكرية مطلع الإسبوع الحالي إلى مأرب حيث وصلت الى منطقة رويك شرق مأرب والتي تعد الكتيبة الاولى التي تغادر معسكرات التدريب وقد اطلق عليها اسم كتيبة “الفتح”. فهل يراد لهذه التحركات في دعم جبهة مأرب أن تتوقف في الوقت الذي يعول اليمنيون كثيرا على المقاومة هنالك.

 

هذه النظريات وغيرها من أمثال التلكؤ في دعم المقاومة الشعبية في تعز بأسلحة نوعية اللازمة لفك الحصار الخانق على المدينة المحاصرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر ومن أجل حسم المعركة التي طال أمدها وكلفت المقاومة الكثير من الدماء، يضع الكثير من التسائلات عن طبيعة القيادة اليمنية الموجودة في الرياض وعن حقيقة رغبتها في حسم المعركة واستعادة الشرعية وسرعة العودة إلى الداخل.

إلى جانب تلك الشكوك ، ترى المقاومة في المناطق الجنوبية أن هنالك مؤامرة تحاك ضدها من أجل الإبقاء على الوحدة وبالمقابل ترى المقاومة في المناطق الشمالية أن هنالك مؤامرة من أجل تحرير المناطق الجنوبية والتمهيد للإنفصال.
وبين هذه النظرات وتلك تخوض المقاومة الشعبية في تعز ومأرب وعدن والضالع وشبوة والعديد من المدن اليمنية معارك ضارية من أجل الكرامة واستعادة الدولة والعودة في الحياة إلى مربع السياسة وانهاء الإحتراب وسيطرة المليشيات.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)