يستمر غياب أي مؤشر فعلي لحل سياسي للأزمة اليمنية، فيما كان لافتاً تفاعل كلام رئيس الوزراء اليمني السابق، حيدر أبو بكر العطاس، ضد التحالف العربي، إلى حد التحذير من أن يؤثر على تماسك الشارع الجنوبي وحتى يؤثر على "المقاومة الشعبية". وكان العطاس قد هاجم التحالف واتهمه بالاعتماد على اللواء، علي محسن الأحمر، في سير العمليات العسكرية، وهو ما ألقى بتداعياته على المستوى الميداني والسياسي، لا سيما في الشارع الجنوبي الذي سعى العطاس أيضاً لتوجيه رسائله له محاولاً نفي أي علاقة مع إيران، بعد تداعيات محادثات مسقط التي شاركت فيها شخصيات جنوبية مقربة من طهران في سياق ما قيل عن نوايا الحوثيين لتسليم مدينة عدن الجنوبية لها.
ورأت أطراف يمنية أن العطاس لم يكن موفقاً في تصريحاته المثيرة للجدل، لا سيما أنه، حسب رأيها، يعلم أن التحالف يعتمد على أطراف جنوبية بحتة في العمليات العسكرية، وتتكوّن من قيادات عسكرية وسياسية جنوبية مقرّبة من الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، وأخرى محسوبة خصوصاً على الرئيس الأسبق، علي سالم البيض، خصوصاً في الضالع، معتبرين أن العطاس قدّم الأحمر كبش فداء، بينما يرى أنصار العطاس داخل الحراك الجنوبي، أن قيادات شمالية بينها الأحمر هي سبب تأخر الحسم في الجنوب، معتبرين أن الأطراف الشمالية تتخوّف من انفصال الجنوب لا سيما أن بعض الأطراف الجنوبية تحاول تصوير أن الحرب شمالية جنوبية.
في المقابل، رأى مصدر سياسي في الرياض لـ"العربي الجديد"، أن هذه التصريحات "سياسية ومماحكات الغرض منها تغطية محادثات مسقط، كما أنها تصريحات غير موفقة". لكن المصدر اعتبر أن مثل هذا الكلام من قبل العطاس ضد التحالف، لا سيما وهو المحسوب عليه، قد يكون الغرض منه الضغط على التحالف للإسراع في حسم المعركة في الجنوب.
ولاقت تصريحات العطاس أيضاً رد فعل من الشارع في تعز، بعد اتهام العطاس، بأن المساعدات تتجه الى تعز، بينما حسب "المقاومة" والناشطين وإعلاميين فإن تعز إحدى المحافظات التي يمنع الحوثيون والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وصول أية مساعدات إنسانية وإغاثية إليها ويفرضون حصاراً عليها.