الرئيسية > اخبار وتقارير > ثلاثة أشهر لعمليات التحالف في اليمن ،، الجبهات مشتعلة والقصف لم يتوقف والكمائن تطارد الإنقلابيين والوضع الإنساني ينذر بمجاعة وكوارث صحية (تقرير)

ثلاثة أشهر لعمليات التحالف في اليمن ،، الجبهات مشتعلة والقصف لم يتوقف والكمائن تطارد الإنقلابيين والوضع الإنساني ينذر بمجاعة وكوارث صحية (تقرير)

ثلاثة أشهر لعمليات التحالف في اليمن ،، الجبهات مشتعلة والقصف لم يتوقف والكمائن تطارد الإنقلابيين والوضع الإنساني ينذر بمجاعة وكوارث صحية (تقرير)

ثلاثة أشهر لعمليات التحالف في اليمن ،، الجبهات مشتعلة والقصف لم يتوقف والكمائن تطارد الإنقلابيين والوضع الإنساني ينذر بمجاعة وكوارث صحية


اكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، استعداد المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية وشقيقاتها في دول التحالف على مد يد العون لليمن ومساعدته في إعادة بناء وطنه وإعادة تحسين وضع شعبه بعد أن تنتهي العملية السياسية وبعد أن يصل اليمنيين إلى اتفاق يؤدي إلى السلام والأمن والاستقرار.
يأتي هذا التصريح لوزير خارجية المملكة بعد مرور ثلاثة اشهر من بدأ التحالف العربي الذي تقوده السعودية تنفيذ أولى غاراته على اليمن في الساعات الأولى ليوم ال 26 من مارس الماضي .

بعد ثلاثة أشهر على بدأ عاصفة الحزم حصلت الكثير من التغيرات على الكثير من المحافظات اليمنية كما زحفت قوات حوثية تساندها قوات من الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع إلى الحدود اليمنية السعودية ونفذت عددا من الضربات في المناطق الحدودية السعودية.


تغير واضح في مواقف الإنقلابيين

قبل العاصفة بشهر واحد وفي قمة نشوة جماعة الحوثي بالإنتصارات التي حققتها والمكاسب التي حصلت عليها بعد التحالف السري مع قوات المخلوع -علي عبدالله صالح- كان واضحا طريقة التعامل الذي قررت الجماعة المسلحة نهجها مع كل مخالف حيث يقول الناطق الرسمي للجماعة محمد عبدالسلام في ال 26 من فبراير "إننا وفي حال استمر الموقف المعادي والدعم العسكري والامني والسياسي لاثارة المشاكل وتجاوز كل الحلول وصب الزيت على النار وفتح صراعات هنا وهناك فبلا شك سيكون من حقنا الطبيعي والمنطقي ان نتجاوز كل هذه الصراعات بما نراه نحن مناسبا في مواجهة العمل الظالم والغير مبرر". فقد كان واضحا أن كل من يخالف مسيرة الثور الهائج سيكون في خانة "الظالم" الذي يجب التعامل معه بما تراه الجماعة مناسبا. لذلك فقد تم إجتياح المحافظات تحت الحجج المناسبة حتى وصلت المسيرة الى سواحل البحر العربي وخليج عدن حيث جرى التنكيل والدمار وتفجير المنازل ودور العبادة والمراكز والمؤسسات الخاصة لكل من يقف حجر عثرة أمام المجاهدين الجدد.

وبعد مرور ثلاثة أشهر على بدأ عمليات التحالف العربي في اليمن ضد أهداف عسكرية لجماعة الحوثي المتحالفة مع المخلوع بدأ الإنقلابيون يتطلعون للحلول السياسية للأزمة اليمنية ، ولم يعد التهديد والوعيد الذي طالما أطلقوه منذ سقوط العاصمة في سبتمبر الماضي يجدي، نفعا فقد قال عبدالسلام يوم الجمعة الماضي 19-6-2015 في حديثه عن مشاورات جنيف "نأمل من مباحثات جنيف أن تنجح في مهمتها السياسية وأن تصب في مصلحة شعبنا اليمني العظيم".

أما المخلوع "صالح" الذي هدد خصومه بأنه ليس لديهم سوى منفذ واحد للهروب من غضبه بعد نجاح تحالفه مع أعداء الأمس ، فقد بات اليوم أكثر مرونه ومؤخرا خرج يستجدي المجتمع الدولي لإيقاف ما أسماه بالعدون. صالح اليوم صار طريدا لا أحد يعرف له مكان بعد أن أستهدف التحالف العديد من منازله ومنازل أقاربه وأبناءه .


ما يزال التحالف يشن الغارات

أما المملكة ، التي تقود ضربات التحالف العربي في اليمن ما زالت بعد ثلاثة أشهر من بدأ عمليات التحالف تنفذ غارات شبه يومية على أهداف لتجمعات حوثية أو موالين لصالح أو مخازن أسلحة . المملكة التي تمتلك ترسانة عسكرية كبيرة ولديها رابع أكبر جيش عربي من حيث العدد ومن أوائل الجيوش حول العالم في القدرة القتالية كما أنها تنفق ميزانية كبيرة على الجانب الدفاعي ، المملكة التي تمتلك هذا بكله لا يمكن لها أن تلين أمام مليشيات وجيش هش يلقي بولائه لمن يدفع أكثر . ورغم ذلك باتت المملكة تعيش تهديدات دائمة من حدها الجنوبي وباتت قاذفات مليشيات الحوثي وقوات صالح تضرب في المناطق الحدودية ويسقط خلالها قتلى مدنيين وعسكريين . بل أن المملكة قد اعترف بسقوط عسكريين في المواجهات الحدودة التي تخوضها مع الإنقلابيين .

ورغم أن الملك سلمان قد وجه الشكر للقوات المشاركة في عمليات التحالف في 27 ابريل بعد إعلان وقف عمليات عاصفة الحزم وبدأ عمليات إعادة الأمل ، حيث وجه لها الشكر بأنها قد أزالت التهديد على أمن المملكة إلا أن الإنقلابيين عادوا وضربوا صاروخ اسكود من جنوب صعدة بإتجاه القاعدة الجوية في خميس مشيط جنوب المملكة في السادس من يونيو الجاري وقد تمكنت المضادات الجوية السعودية من إعتراضه بواسطة صاروخ باتريوت.
بعد هذه العملية أعلن المتحدث العسكري بإسم قوات التحالف العميد ركن أحمد العسيري بأن قوات صالح والحوثيون يمتلكون ما يقارب 300 صاروخ سكود وأن التحالف قد قام بتدمير أغلب هذه الصواريخ .


المحافظات اليمنية بعد 3 أشهر من العمليات

على الأرض وبعد ثلاثة أشهر من بدأ عمليات التحالف العربي في اليمن هنالك الكثير من التغييرات إذا ما قارنا الوضع بما قبل العمليات الجوية. ففي شهر مارس الماضي ، وقبل العاصفة ، كان الكثير من اليمنيين قد فقدوا الثقة بوطنهم وصار الكثير يرى مقاومة المليشيات المدعومة بالجيش ، الذي يفترض أنه جيش الوطن ، صار ضربا من الخيال. لكن ومع بدأ عمليات التحالف في اليمن وبعد أن فقد الإنقلابيون قدرتهم العسكرية الجوية ، التي كانت بلا شك تشكل تهديدا كبيرا لكل منطقة أو محافظة ترفض حكم المليشيات ، بعد هذه التغييرات تراصت صفوف المقاومة في أكثر من جبهة وأكتسبت تلك المجاميع ثقة المواطنين في كثير من المحافظات الذين قرروا الإنضمام للمقاومة ومحاولة إستعادة الوطن المسلوب.

بعد ثلاثة أشهر من بدأ عمليات التحالف صارت المقاومة الشعبية تمتلك أرضية صلبية في أكثر من محافظة . فالمقاومة في تعز وعدن ومأرب والبيضاء وشبوة صارت تمتلك قدرات عالية في القتال ومجابهة الإنقلابيين الذين يقاتلون بمقدرات الجيش اليمني . تخوض المقاومة في المحافظات الآنفة الذكر مواجهات يومية وتكبد الإنقلابيين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. بينما تشتكي المقاومة من الضبابية فيما يتعلق بدعم التحالف لها ففي حين تأمل المقاومة من التحالف إنزال أسلحة نوعية تستهدف الدروع والمعدات الثقيلة تجد المقاومة نفسها أمام أسلحة بسيطة يتم انزالها. إلى ذلك تشتكي المقاومة من تجمعات للإنقلابيين بدبابات أو مدافع كاتيوشا تلحق أضرار جسيمة بالمدنيين في عدن وتعز كما ترهق المقاومة لكن بالمقاوبل لا تجد ضربات جوية من التحالف توقف كل هذا. 
إلى ذلك تخوض المقاومة الشعبية في مأرب مواجهات شرسة للحفاظ على عاصمة المحافظة في الوقت الذي يحشد الإنقلابيين لمحاولة السيطرة عليها فيما لا تجد المقاومة الدعم المطلوب من التحالف لترجيح كفة المواجهات. 
أما الضالع فقد سطرت أروع البطولات وتمكنت المقاومة الشعبية المسنودة بقوات التحالف من طرد مليشيات الحوثي وقوات صالح من المواقع العسكرية التي طالما ساهمت بقتل مواطني المحافظة عبر عدة سنوات منذ اندلاع شرارة الحراك الجنوبي في العام 2007. كما تمكنت المقاومة من إعداد فرق عسكرية وتدريبها التدريب المناسب لخوض الحروب ومن ثم تخرجت عدد من الدفع العسكرية خلال الثلاثة الأشهر الماضية حيث ستتمكن من إدارة المحافظة وحمايتها من أي تهديد مستقبلي من الإنقلابيين.

فيما تمكن الإنقلابيون خلال الثلاثة أشهر الماضية من السيطرة على "عتق" عاصمة محافظة شبوة ومؤخرا تمكنوا من السيطرة على محافظة الجوف المحاددة للمملكة العربية السعودية كما تمكن تنظيم القاعدة من فرض سيطرته على محافظة حضرموت شرق اليمن وهو ما يضع تساؤلات عديدة عن مدى فاعلية ضربات التحالف وعن نواياه .

يمكن القول أنه بعد 3 أشهر من بدأ عمليات التحالف العربي لم يعد للإنقلابيون وخصوصا مليشيات الحوثي أي مكان آمن في المحافظات التي أنتشر فيها مسلحيهم بعد سقوط اللواء 310 ومقتل قائده في محافظة عمران العام الماضي وأن الوضع قد عاد لسابق عهد ، أي أن مليشيات الحوثي لم تعد تمتلك مكان آمن سوى محافظة صعدة التي تعاني هي الأخرى من قصف كثيف من قوات التحالف . 
فإلى جانب محافظات تعز وعدن ومأرب والضالع وشبوة ، التي تخوض مواجهات شرسة ضد الإنقلابيين ، تعاني مليشيات الحوثي من كمائن حصدت المئات منهم خلال الثلاثة الأشهر الماضية في محافظات إب والحديدة ولحج وأبين وذمار وصنعاء وعمران والجوف . أما محافظات حجة والمحويت وريمة فتعيش لحظات ما قبل الإنتفاضة ضد المليشيات الحوثية ولا تخلوا هي الأخرى من الرفض الشعبي للوجود الحوثي. 
أما محافظات المهرة وسوقطرى فيشكل البعد الجغرافي لهما وعدم وجود معسكرات موالية للمخلوع فيهما سببا لنأيهما ، مؤقتا ، عما يدور في البلاد. 
حضرموت المحافظة الأكبر مساحة يسيطر مسلحو القاعدة على عاصمتها ، المكلا ، والمناطق الساحلية وبعض مناطق الوادي والصحراء فيما تسيطر قوات قبلية موالية لهادي على منفذ الوديعة الحدودي مع المملكة .


لا جيش للشرعة ولا للإنقلابيين

وفيما بدأ الجيش اليمني بالتلاشي بعد ثلاثة أشهر من قصف قوات التحالف لمقدراته التي أصبحت تحت سيطرة مليشيات الحوثي بعد سقوط العاصمة، لا يبدو في الأفق أي إشارة لتكوين جيش موالي للشرعية رغم حديث مسؤولين عسكريين وحكوميين في حكومة هادي عن هذا الأمر لأكثر من مرة لكن الواقع يشهد بأن هذه الخطوة لم يتم تحقيقها حتى اللحظة. وقد غادرت نسبة كبيرة من التشكيلات العسكرية الموالية لصالح وما كان يعرف بالحرس الجمهوري مواقعها خوفا من الإستهداف كما فقد الجيش قدر كبير من أسلحته بعد إستهداف مخازنه بشكل مستمر من قوات التحالف . كما تحركت قوات عسكرية تابعة للحرس الجمهوري للمناطق الحدودية مع المملكة لخوض معارك حدودية . إلى ذلك تفتقر المقاومة الشعبية حتى اللحظة للجيش النظامي في صفوفها عدى تشكيلات صغيرة موالية للشرعية في عدن وتعز لا تشكل أثر قوي على الأرض.

 

النزاع أدى لسقوط أكثر من 10 آلاف ضحية خلال ثلاثة أشهر

تشكل عمليات التحالف في اليمن والمعارك التي فرضتها قوات الحوثي وصالح في أكثر من جبهة تهديد كبير على حياة المدنيين كما أن انتشار المسلحين وغياب الدولة قد خلف مئات القتلى على طول الوطن. وقالت منظمة الصحة العالمية في في نهاية الشهر الماضي "مايو" في بيان لها حول اليمن أن أكثر من 2000 شخص قد قتلوا فيما أصيب أكثر من 8000 شخص جراء النزاع الحالي في اليمن وقد أكدت هذه الأرقام وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الإنقلابيين 
لكنها قالت أن هذا العدد سقط بسبب ما أسمته "العدوان السعودي على اليمن". 
وقالت منظمة اليونيسيف في 26 مايو الماضي "ان عدد الأطفال الذين قُتلوا في اليمن خلال اسابيع النزاع العشرة هو أربعة اضعاف المجموع الكلي للقتلى الأطفال عام 2014 *. اذ تفيد التقارير الواردة عن مقتل 279 طفلاً واصابة 402 آخرين بجراح منذ تصاعد العنف في اليمن في مقارنةً مع مقتل 74 طفلاً واصابة 244 بجراح خلال العام الماضي.
وقال المنظمة العالمية "منذ اندلاع النزاع في آذار الماضي، قتل 135 طفلا وأصيب 260 آخرين جرّاء عمليات العنف، ثلثهم يعيش في المنطقة الساحلية في عدن، حيث تصاعد العنف مرة أخرى خلال الأيام القليلة الماضية.

كما ذكر تقرير أصدرته «شبكة الراصدين المحليين» في محافظة تعزحصل "مندب برس" على نسخة منه ، أن «ميليشيات الحوثيين قتلت 339 مدنيا بينهم 38 سيدة و112 طفلا، كما جرحت 3530 آخرين بينهم 213 سيدة و222 طفلا من خلال أعمال القصف والقنص التي قامت بها منذ اقتحام المحافظة في مارس الماضي.


تدهور صحي وحمى الضنك تفتك بالآلاف

وفي 19 من الشهر الجاري "يونيو" قالت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 15 مليون شخص في اليمن، بما في ذلك أكثر من مليون من المشردين داخليًا، بحاجة ماسة إلى الخدمات الصحية.

وقالت منظمة الصحة الثلاثاء الماضي 23-6-2015 إنه تم الابلاغ عن أكثر من ثلاثة آلاف إصابة بحمى الضنك في اليمن منذ مارس/آذار الماضي، مضيفة أن عدد الإصابات الفعلية قد يكون أكثر من ذلك بكثير. كما أكد رئيس اللجنة الطبية العليا في محافظة عدن جنوبي اليمن، "عبد الناصر الوالي"، أن عدد المصابين بحمى الضنك وصل 8036 مصابًا، وأن عدد الوفيات بلغ 586 حالة.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة كريستيان لينديمر للصحفيين إن بعض المنظمات الأهلية تبلغ عن أكثر من ستة آلاف حالة، وهذا هو ضعف الحالات المبلغ عنها رسميا.
وأضافت المنظمة، في تقريرها، بشأن اليمن أنها تعاني من نقص حاد في الأدوية الخاصة بمرضى السكري وارتفاع ضغط الدم والسرطان، وكذلك الإمدادات الأساسية بما في ذلك مجموعة الصدمات وأكياس الدم.
ولفتت المنظمة، إلى أن ما بين 1.8 مليون إلى 2.5 مليون طفل في اليمن معرضين لخطر الإصابة بأمراض الإسهال، إضافة إلى حوالي 1.3 مليون طفل معرضون لخطر الالتهابات التنفسية الحادة.
وأوضحت المنظمة، أنه منذ شهر مارس فإن هناك زيادة في أعداد من يدخلون المستشفى لسوء التغذية، وذلك بنسبة زيادة وصلت إلى حوالي 150 %.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن 53 مرفقا صحيا تم اغلاقه، إضافة إلى تفشي سوء التغذية، مشيرة إلى أن أكثر من 15 مليون يمني لا يحصلون على الرعاية الصحية الأساسية.


الوضع يقترب من المجاعة

وحذر الصليب الأحمر الخميس 25-6-2015 من بلوغ الوضع الغذائي في اليمن مستويات تقترب من المجاعة في الكثير من المحافظات. وفي نفس الاتجاه شدد الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الأربعاء على الضرورة الملحة للتوصل إلى هدنة إنسانية في البلد الذي بات "قريبا جدا من المجاعة"، مذكرا بأن 21 مليون يمني بحاجة إلى مساعدة إنسانية أي 80% من السكان.

من جانبه قال دبلوماسي في مجلس الأمن لوكالة "أ ف ب" إن اليمن الذي يستورد 90% من المواد الغذائية يخضع "لحصار بحري" يفرضه تحالف عربي بقيادة سعودية. وأضاف الدبلوماسي طالبا عدم كشف هويته "يقول السعوديون إنه ليس حصارا بل منطقة مراقبة بحرية وفي غياب هدنة إنسانية يجب تخفيف هذا الحصار لتتمكن السفن من العبور" وتموين السكان.

وأظهرت بينات دولية عجزا بلغ 400 طن في وارادات الحبوب وعجزا بنحو 2 مليون طن في وارادات الوقود منذ مطلع الشهر الجاري، وهو ما أثر بشكل على انعدام الأمن الغذائي وتوفير خدمات المياه والصرف الصحي والرعاية الطبية.

ويرى محللون أنه إن لم يتم فرض هدنة جديدة لإيصال المساعدات الإنسانية، فإن الأمور تتجه إلى سيناريو مأساوي.

وقالت منظمة اليونيسيف أن أسعار الغذاء والوقود أرتفعت بشكل جنوني، حيث ارتفعت أسعار الأغذية بنسبة 40%، بينما تضاعفت أسعار الوقود خمس مرات. وتعرضت طواقم الإغاثة الإنسانية التي تحمل الإمدادات الضرورية لإنقاذ الأرواح إلى المناطق المتأثرة بالنزاع للهجمات أو التوقيف في عدد من المرات.

 

تحركات سياسية من أجل إنهاء الأزمة والمساعدات لا تصل لأهلها

أجرت القوى السياسية في اليمن عدد من التحركات من أجل حل الأزمة ووقف نزيف الدم خلال الثلاثة أشهر الماضية حيث أطلقت الأمم المتحدة قرارها المعروف 2216 والذي يلزم جماعة الحوثي بالخروج من المدن لكنه لم يلقى تطبيق حتى هذه اللحظة . كما أجرت القوى الموالية للشرعية لقاء في الرياض خرج بما عرف بإعلان الرياض من أجل تأييد الشرعية لكنه لم يلقى نتائج مثمرة حتى اللحظة . وقد عقب لقاء الرياض تحركات حوثية ولقاءات بسياسيين أمريكيين في مسقط عقبه تحديد موعد لمحادثات في جنيف بين الحكومة اليمنية والإنقلابيين.

وقد فشلت الأطراف إلى التوصل لهدنة بعد مشاورات جنيف التي بائت بالفشل وأوضح وزير الخارجية السعودي أن "مشاورات جنيف كانت خطوة أولى أثبتت أن الحوثيين ليسوا جادين في الوصول إلى حل سلمي مع الحكومة اليمنية الشرعية وأثبتت أن رغبتهم في المماطلة والاستمرار هي محاولة الاستيلاء على الأراضي اليمنية وعلى المدن والقرى اليمنية"، مؤكداً أن هذا أمر غير مقبول سواءً لليمنيين أو دول الجوار أو المجتمع الدولي. فيما قال وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجارالله “كنا نأمل ان تخرج المحادثات بحل شامل للازمة اليمنية على أساس قرارات مجلس الامن والمبادرة الخليجية ولكن تعنت الحوثيين حال دون اكمال المحادثات”.
وفي الأثناء تعمل موسكو مع مسقط على محاولة إعادة الفرقاء في اليمن إلى طاولة الحوار من أجل حل الأزمة اليمنية أو فرض هدنة إنسانية من أجل إنقاذ الملايين من اليمنيين . يذكر أنه خلال الثلاثة أشهر الماضي قد قبلت قوات التحالف بهدنة أنسانية في اليمن أبتدأت في 12 مايو وأستمرت لخمسة أيام تخللها خروقات عديدة من قبل قوات الإنقلابيين في العديد من المدن اليمنية كما أفشل الانقلابيون وصول المساعدات الإنسانية لمحافظات تعز وعدن والضالع وعدد من المناطق التي تسيطر عليها المقاومة.

وقال ‏محمد? قاسم نعمان رئيس ‏مركز? اليمن لدراسات حقوق ا?نسان في تصريح خاص لشرق الاوسط : ا?غاثة ا?نسانية التي تكرر الاعلان عنها وعن توجهها الى اليمن سوى إلى ?‏الحديدة? أو الى عدن أو الى ?‏المخاء?..لم تصل وخاصة تلك التي قيل بانها أرسلت الى ?‏عدن?. وقال : هناك مساعدات محدودة وصلت من ا?مارات لكنها محدودة .. وا?هم أن آلية توزيع مثل هكذا مساعدات انسانية للمحتاجين في مواقع المواجهات في عدن ولحج والضالع غير متوفرة إذ أن الواقع يقول ان انصار الله وقوات الرئيس السابق ?زالوا يضعون عراقيل وصول المساعدات ومواد ا?غاثة المتوفرة من القطاع الخاص .

وأشار إلى أن ما يزيد الآمر تعقيدا بالنسبة للجنوب أن عدن ولحج والضالع وابين ليست فيها اجهزة حكومية و? سلطات محلية يمكنها ان تقوم بدور المتابعة .
وحول اسباب وصول المساعدات الإغاثة الإنسانية الى صنعاء وعدم وصولها الى الجنوب وتعز قال نعمان :يمكن ان يكون وراء ضخ كل هذه المساعدات الى صنعاء مزيد من تركيع الجنوبيين وابناء تعز لوقف تواصل مقاومتهم .. والخضوع لترتيبات سياسية تفرض عليهم .

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)