قبل يومين من حلول شهر رمضان المبارك، يأمل الشعب اليمني أن تصوم طائرات التحالف، ودبابات الحوثيين عن المعارك خلال الشهر المبارك، حتى يلتقطوا أنفاسهم، ويعيشون أياما روحانية، بعد معاناة استمرت 3 أشهر.
ويتطلع اليمنيون أن تنجح الأمم المتحدة في إبرام هدنة إنسانية طويلة على مدار الشهر الفضيل، وأن يكون القرار أولى الموضوعات المطروحة على طاولة مفاوضات جنيف التي بدأت أمس الإثنين، من أجل إنقاذهم من الأوضاع الإنسانية الصعبة بسبب الحرب التي شردًت ما يقرب من مليون مواطن بحسب إحصائيات أممية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون”، دعا خلال افتتاح مفاوضات جنيف، إلى سرعة إبرام هدنة إنسانية في اليمن لمدة أسبوعين على الأقل، إلا أن القرار الأخير ما يزال بأيدي أطراف الحرب الداخلية والخارجية.
ويحل رمضان هذا العام في ظروف مغايرة تعيشها اليمن لأول مرة، فبعد أن أنهكت الحرب كاهل اليمنيين الذين يتوزعون على الأرياف والمدن البعيدة هربًا من جحيم المعارك، بدت الشوارع في تعز وعدن والضالع ومأرب، شبه خالية من البشر بشكل لافت قبيل قدوم الشهر الكريم، بعدما كانت تشهد ازدحامًا كبيرًا في الأيام الأخيرة من شعبان كل عام.
ويرغب آلاف النازحين في محافظات يمنية مختلفة في العودة إلى مدنهم لقضاء شهر رمضان المبارك، إلا أن المخاوف ما زالت تراودهم من إخفاق الأمم المتحدة في فرض هدنة جديدة، واستمرار المعارك التي شردتهم.
وقال “عبد الملك المحيا” -وهو موظف حكومي من سكان مدينة تعز نزح الى مسقط رأسه في جبل صبر- “نعيش ظروفا إنسانية صعبة ولا يمكن أن نحتمل صيام رمضان ونحن نازحين في منازل أقارب لنا، نريد العودة لبيوتنا”.
وأضاف في حديث لمراسل الأناضول، أن “هذه الأيام لا حديث للشعب سوى هدنة رمضان”، لافتًا إلى أن “الناس استسلموا للحرب ويريدون أن يحظى رمضان فقط بخصوصية، غير آبهين ببقية أشهر السنة.”
وخلافا لتعز وعدن، تبدو الاستعدادت في صنعاء لاستقبال رمضان شبه طبيعية، حيث بدأت الروح تعود تدريجيا إلى الأسواق، خاصة في أوقات النهار، ويقول سكان العاصمة التي لا تشهد معارك ميدانية، أن القصف الجوي يحول دون تدفقهم على الأسواق، وأنهم يتحاشون التواجد بالقرب من المواقع الحوثية المستهدفة للطيران.
ويتزامن شهر رمضان ، الذي من المتوقع ان يحل غدا الاربعاء او بعد غد الخميس ، مع مفاوضات جنيف التي سينخرط فيها وفد الحوثيين وحزب الرئيس السابق “على عبد الله صالح ” ، ابتداء من اليوم الثلاثاء ، بعد تأخرهم ليوم كامل في جيبوتي.
الاناضول