الرئيسية > اخبار وتقارير > كيف تستغل المليشيات نقاط التفتيش لسرقة المساعدات وحصار المدن... "تقرير خاص"

كيف تستغل المليشيات نقاط التفتيش لسرقة المساعدات وحصار المدن... "تقرير خاص"

كيف تستغل المليشيات نقاط التفتيش لسرقة المساعدات وحصار المدن... "تقرير خاص"

أصبح الصحفي والناشط الإعلامي في المقاومة الشعبية "متولي محمود" على يقين أن ما تقوم به مليشيات الحوثي وقوات صالح من حرب وحصار على مدينة تعز صار أشد جرما مما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة . فإسرائيل تحارب أهل غزة، لكنها تمدهم بالكهرباء والطاقة، وتمدهم بالمواد الغذائية من المعابر الحدودية أما من يسميهم "متولي " بعيال فاطمة فأنهم " منعوا المواد الغذائية من دخول المدينة، حتى الخضار والفواكه التي كان يكتظ بها سوق الجملة منعوها من الدخول في نقاط الحوبان، وفتحوا سوق جديدة في مناطق نفوذهم".

هكذا هي الحياة في مدينة تعز تحت حصار قوات المخلوع "صالح" المتحالفة مع المليشيات الحوثية الدخيلة على المدينة التي نصبت فيها أول نقطة تفتيش لها على خط تعز - عدن تحديدا في منطقة "دمنة خدير" في 21 مارس الماضي. في ذلك الوقت كانت مدينة تعز لاتزال تعيش الهدوء الذي سيسبق العاصفة.


نقاط التفتيش تخنق المدينة وإعتقالات بالهوية

"ما إن تمر على إحدى نقاطهم المنتشرة بكثرة في أماكن سيطرتهم وخاصة على المدخل الشرقي للمدينة، حتى تداهمك نظراتهم المريبة، يتفحصون وجهك جيداً، يطلبون بطاقتك، فإن كنت بلا بطاقة يطلبون منك العودة، وإن بدا لهم شيء من الشك بك يسارعون إلى اختطافك دون أي مبرر، فيكفي أنهم (أنصار الله) ، والله لا يخيب فراسة أنصاره كما يظنون". بهذه الكلمات يلخص الصحفي والناشط في المقاومة الشعبية "طارق فؤاد البناء" مقدار الحصار الخانق الذي تعانيه المدينة بعد سيطرة المسلحين القادمين من كهوف صعدة إلى المدينة. نقاط التفتيش المنتشرة في كل مداخل المدينة أصبحت أشبه بالمعابر التي فرضتها قوات الإحتلال في فلسطين فلن يمر أي شخص دون التأكد من هويته وتفتيش جواله ومصادرة أي من ممتكاته الشخصية إن لزم الأمر . بل والأكثر من ذلك فقد صارت هذه النقاط مصائد للكثير من أهالي تعز حيث يتم إختطاف الكثيرين في هذه المعابر "بالهوية" أو بأي معلومات ومواصفات تحصل عليها المليشيات من أجل اعتقال من يخالفهم.

ويقول الدكتور أحمد الدميني وهو طبيب يعمل في مستشفى الثورة بتعز أنه مر بالأمس عبر ?? نقطة تفتيش من السياني "بمحافظة إب" حتى جولة القصر "بمدينة تعز" . وأضاف "نقطتين فقط للحوثيين احداهما بالدائري قبل القاعده والاخرى قبل مدينة الصالح أما بقية النقاط فتديرها قوات الحرس الموالية لصالح.

فيما أفاد ناشطون أن المليشيات وقوات صالح أصبحت مؤخرا تفتش كل شيء في كل مكان فقد أصبحوا يفتشون الرجال والنساء في النقاط العسكرية وفي المستشفيات و المقرات الحكومية. بل وصل بهم الجنون لحد تفتيش شنط النساء وجوالاتهن وهو ما يخالف بشكل صارخ كل قيم وعادات المجتمع اليمني كما يقول سكان محليون. 
وتشير معلومات للمقاومة الشعبية أنه يتم فحص جوالات وبطائق الأهالي في نقاط التفتيش وفي أماكن تواجد المليشيات ويتم مقارنة الأسماء بالكشوفات الموجوده لديهم . وتضيف المعلومات أنه يتم إعتقال كل من يتم توقيفه وهو ضمن القوائم التي تم إعدادها لكل الرافضين لتواجدهم في المدينة بل وصل الأمر ، بحسب المصادر، إلى إعتقال من ينتهي لقبه بكلمة شرعبي أو مخلافي .


الإنقلابيون يفرضون حصار خانق على المواد الغذائية والمشتقات النفطية

لجأت قوات صالح ومليشيات الحوثي مؤخرا إلى فرض حصار خانق على المدينة حيث يتم منع دخول المواد الغذائية ناهيك عن أي مساعدات خارجية .

فقد تم نصب العديد من الحواجز الأمنية ونقاط التفتيش عند المداخل الخارجية لمدينة تعز، خاصة في ضاحية الحوبان على الطريق الذي يربط تعز بمحافظات إب وذمار وصنعاء، وعند المدخل الغربي على الطريق الرابط بين تعز والحديدة، وفي عدد من المداخل الفرعية الأخرى.

ومنذ بداية الأسبوع الجاري تم منع دخول المركبات عبر خط الحوبان بما في ذلك سيارات المواد الغذائية والخضروات. ويقول "مازن عقلان" وهو ناشط إعلامي أن حصار تعز لم يعد يقتصر على نقاط تفتيش التي استحدثتها المليشيات في مداخل المدينة ولديها صور وبيانات الناشطين والاعلاميين لاختطافهم.
بل إن الحصار توسع ليشمل عرقلة دخول دينات "ناقلات" الغاز ودينات قوالب الثلج "ناقلات قوالب الثلج" والمواد الغذائية إلى المدينة وقبلها تم منع دخول المشتقات النفطية.

ويقول "عبدالعزيز الذبحاني" في شهادة له تداولها العديد من الناشطين عبر وسائل التواصل الإجتماعي أن مليشيا الحوثي والمخلوع تمنع المسافرين القادميين من صنعاء إلى تعز من إدخال مادة القمح أو الدقيق الى مدينة تعز في نقطتها المستحدثة جوار محطة الجهيم القريبة من فندق سوفتل. ويضيف أقدم المسلحون في النقطة "من تفتيش حافلة كانت قادمة من صنعاء بطريقة همجية ولهجة استفزازية قالت فيها المليشيات "ممنوع دخول البر والدقيق الى تعز " .


سرقة المساعدات الإنسانية وبيعها في الأسواق

بالأمس ،بحسب متولي محمود، تم منع دخول حليب الأطفال الرضع، والذي جاء ضمن المساعدات. فقد وجده السكان المحليون يباع في الأسواق. حتى مساعدات اليونيسيف الغذائية وأدويتها أحرقت بالأمس في مخازن "الحصب" بعد أن قامت المليشيات الحوثي بنهب أغلب تلك المساعدات على متن مركباتهم ليتم بيعها لاحقا في الأسواق بحسب سكان محليون.

يقول أحد السكان المحليين ،بحسب محمود، أن النيران اشتعلت يوم أمس في أحد المخازن، ولم يعرفوا سببها، غير أن الأهالي سارعوا في التجمع لإخمادها عندما كانت لاتزال قليلة غير أن مسلحي الحوثي منعوهم وهددوهم من أجل المغادرة. بعدها فتحوا المخازن الأخرى وقاموا بتحميل بعض المساعدات على متن شاصاتهم "عربيات النقل" وتركوا ما تبقى للنار لكي تلتهمها حيث كان من الصعب إخماد تلك النيران .

إلى ذلك أفاد سكان محليون وناشطون أن اكياس دقيق الاغاثة المخصصة للشعب اليمني يتم بيعها بالمحلات التجارية في المدينة بعد أن قامت مليشيات الحوثي ببيعها مباشرة من داخل الميناء للتجار دعما لمجهوده الحربي ، حد قولهم.

  صورة تداولها ناشطون لمواد إغاثة يتم بيعها في الأسواق

أرياف تعز لا تقل معاناة عن المدينة المحاصرة

لا تقتصر معاناة أبناء تعز الذين يخوضون حرب دفاع عن مدينتهم ضد مليشيات الحوثي المسنودة بقوات صالح ، لا تقتصر المعاناة في المدينة فقط بل تمتد إلى الأرياف التي تشكل الرافد الأساسي للمقاومة الشعبية. 
حيث يقول المحامي توفيق الشعبي أنه من خلال "جولة لمدة يومين لبعض الأرياف القريبة من المدينة وتقصي أوضاع المواطنين سنكتشف حجم الحصار الذي يعانيه الأهالي بسبب جشع التجار . ويضيف أن تجار المديريات يقومون بشراء اسطوانة الغاز من تجار السوق السوداء بمبلغ 3000ريال "14 $" ويقومون ببيعها للمواطنيين بسعر6000 او 7000 ريال "32.5 $" يختلف من منطقه الى اخرى وكذا الحال بالنسبة لمادة الدقيق ومختلف المواد الغذائية . 
ويقول سكان محلون في الأرياف لـ "مندب برس" أن الوضع أصبح صعب جدا فلكي تحصل على مواد غذائية فأنت بحاجة للوصول إلى أقرب منطقة مدنية وهذا يتطلب من 10000 الى 20000 مواصلات بسبب إنعدام المشتقات النفطية وهذا يفاقم بشكل كبير معاناة الأهالي في الأرياف والنازحون من مناطق الصراع إلى المناطق الريفية.

الحصار لا يستثني مياة الشرب

يقول المحامي الشعبي أيضا أن تعز ليست محاصرة من قبل مليشيات الحوثي وصالح فقط ، فالمدينة أشد تضررا من حصار بعض الجهات الرسمية والمحلية في اجهزتها مثالا لذلك لا حصرا لوبي الفساد في مؤسسة المياة تعز الذي يعيق اتمام عملية ضخ الماء للمدينة بالرغم من تزويدهم بكمية كافية من الديزل لتشغيل المولدات.

ورغم تزويد مؤسسة المياة بكمية كبيرة من الديزل من اجل ضخ المياة للمدينة منذ أكثر من نصف شهر من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتعز وحتى الان لم يتم شيء من قبل المؤسسة ومديرها وادارييها بحسب الشعبي.

جهود المنظمات الدولية

تقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تقرير لأعمالهافي اليمن للفترة من 26 مارس إلى 26 مايو والذي قامت بنشره في الثامن والعشرين من الشهر الماضي أنها تمكنت من العمل مع الأطراف المتحاربة للتوصل أربع مرات إلى وقف للقتال في كل من صبر وحوض الأشرف وشارع الستين ومنطقة المطار القديم بتعز، ما مكن فرق جمعية الأحمر اليمني من تقديم الخدمات الإنسانية الأساسية، مثل إدارة الرفات البشرية وتوفير فرص الوصول الآمن إلى خدمات الرعاية الصحية. كما قالت المنظمة أنها تمكنت من توفير أنواع مختلفة من الإمدادات الطبية بما فيها مجموعات لعلاج جرحى الحرب لمستشفيات مدنية وعسكرية ومراكز صحية أيضًا في 10 مناطق كان من ضمنها تعز . كما أشارت المنظمة أنها قامت بتوفير توفير القماش المشمع والبطانيات ومستلزمات النظافة الشخصية لحوالي 600 شخص من المستضعفين استضعافًا شديدًا الذين يعيشون في منطقة ماوية في محافظة تعز. 
أيضا قالت المنظمة في بيانها أنها قامت بنقل 90000 لتر مياه بشاحنات لمستشفى الثورة والمستشفى الجمهوري في المدينة.

أزمة طبية وقصف على المستشفيات

تواصل قوات الإنقلاب استهدافها للمنشئات الصحية وعربات الإسعاف بشكل دائم في مدينة تعز كان آخرها إستهداف مستشفى الثورة يوم السبت الماضي بقذيفتين احداهما على البوابة الداخلية للمستشفى واحدثت اضرار بالغة بالصيدلية التخصصية والاخرى سقطت على ثلاجة الموتى.


ويقول الطبيب أحمد الدميني المتطوع بوحدة طوارئ الحرب في مستشفى الثورة في تقرير له نشره في حسابه على فيسبوك بداية الشهر الجاري أن هيئة مستشفى الثورة بتعز تعرضت لسلسة من الاعتداءات والتي اصبحت تمارس بشكل يومي وبالرغم من المناشدات والبلاغات بأن المستشفى يخلو من المظاهر المسلحة ويمارس دوره الروتيني في علاج المرضى والجرحى الا ان ذلك لم يشفع له وبات الكادر الطبي والإداري يتعرض لتهديد متواصل كونه يؤدي مهمته الانسانية. وقدم الدميني تقريره أملا أن يصل إلى المنظمات الإنسانية الدولية.


أكوام من القمامة في حي باب موسى جهة الميدان احداها جواربوابة مستشفى المظفر.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)