الرئيسية > اخبار وتقارير > قصة الشابة "نهى" التي ذهبت إلى إحدى المحطات للحصول على البنزين فقتلتها رصاصات الحوثيين

قصة الشابة "نهى" التي ذهبت إلى إحدى المحطات للحصول على البنزين فقتلتها رصاصات الحوثيين

قصة الشابة "نهى" التي ذهبت إلى إحدى المحطات للحصول على البنزين فقتلتها رصاصات الحوثيين

لم تكن تعلم الشابة "نهى عمر قطاعي" أنها بانتظارها الطويل بسيارتها ضمن طابور طويل من المركبات أمام إحدى المحطات، لن ينتهي بحصولها على كمية من البنزين، بل بطلقة نارية تنتزع روحها وتنقلها إلى طوابير الموتى التي لم تنقطع منذ دخلت المليشيات الحوثية إلى حياة اليمنيين وحولتها إلى ما يشبه متاهة الموت التي تنتهي بموت الشخص دون الوصول إلى مخرج.

 

  قررت الشابة نهى، ابنة حارة اليمن، بمدينة الحديدة، الانضمام لطابور المركبات أمام إحدى محطات البنزين، حيث يصبح المواطنون فيها أشبه بالسكارى، لفرط ما يعتريهم من اضطراب وتوتر لحظة انغماسهم في مغامرة الحصول على البنزين.

 

في مدينة الحديدة، حيث يوجد أحد أهم الموانئ البحرية في اليمن والبحر الأحمر عموما، ثمة أزمة خانقة في المشتقات النفطية، وعند كل محطة وقود، لا شيء يعلوا فوق صيحات الناس اللاهثين وراء لترات البنزين سوى أزيز رصاص عناصر الحوثي، الذين بات حضورهم مرتبط إلى حدٍ حميم بالموت والدمار والخراب، والنهب والسلب.

 

لم تكن تعلم نهى، أن رحلتها ضمن طابور المركبات المنتظر أمام تلك المحطة، ستنتهي ظهر الثلاثاء برصاصة أطلقها مسلح حوثي، ضمن رشقات أطلقها رفاقه لترويع الحاضرين، ومن ثم الحصول على نصيب الأسد من مادة البنزين.

 

ماتت "نهى" الفتاة التي كانت لا تزال في ريعان شبابها، برصاصة غادرة أطلقها مسلح حوثي، يختزل الحياة في قطعة السلاح التي يحملها، وخزنات الرصاص، وكيس "القات" وذلك الثوب المهترء، فبحسب مصادر ميدانية، فقبل أن تظهر "نهى" بحصتها من البنزين، ظفرت بها رصاصة، نقلتها إلى طور آخر من الطوابير التي ساهمت مليشيات الحوثي برفدها بمزيد من الأشخاص منذ بداية 2014.

 

"نهى" قتلت على الفور، برصاصة من مسلح حوثي، لكنها ليست الوحيدة التي لم تكن تعرف أن الطابور الذي تنتظر فيه ما هو إلا طابور للموت، إذ سجلت معظم محافظات اليمن عشرات الحالات المماثلة أمام محطات الوقود التي باتت محطات للوقود والموت أيضا.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)