الرئيسية > اخبار وتقارير > المليشيات تحول قاعدة عسكرية إلى سجن مركزي كبير لمناوئيها

المليشيات تحول قاعدة عسكرية إلى سجن مركزي كبير لمناوئيها

المليشيات تحول قاعدة عسكرية إلى سجن مركزي كبير لمناوئيها

حولت الميليشيات الحوثية المتمردة وحلفاؤها قاعدة العند الجوية العسكرية الاستراتيجية بمحافظة لحج الجنوبية، إلى سجن مركزي كبير للمناوئين لمخططاتها التوسعية، بعد أن قامت بإفراغها من جزء كبير من قواتهم العسكرية، خشية تعرضها للقصف من قبل طيران التحالف العربي، وسط مخاوف من أن تقوم الميليشيات باستعمال المدنيين المعتقلين فيها دروعا بشرية.
وكشفت مصادر أهلية في محافظة لحج إلى "الوطن" أن الميليشيات ومنذ سيطرتها في 25 مارس الماضي على القاعدة الجوية التي تبعد عن عدن نحو 60 كيلومترا إلى الشمال، وهي تخصصها كمنشأة للتحقيق والاحتجاز والتعذيب، لمن يتم اعتقاله من عناصر المقاومة الشعبية والمدنيين الذين يشكلون النسبة الأكبر. ووفقا لبعض المواطنين الذين تم الإفراج عنهم فإن عنابر القاعدة باتت أشبه ما تكون بعنابر الاعتقالات الجماعية، بعد أن قامت الميليشيات الحوثية باستحداث عنابر احتجاز، لا يتوافر فيها أي من مقومات الاستخدام الآدمي، وهي عبارة عن هناجر حديدية وحظائر قديمة ومتهالكة خاصة بالطائرات. وتُشير بعض المعلومات المتوافرة إلى أن المتمردين استخدموا القاعدة كمركز اعتقال موقت، لكل من وزير الدفاع اليمني اللواء محمود الصبيحي، واللواء فيصل رجب، واللواء ناصر منصور، شقيق الرئيس هادي، قبل أن تنقلهم بعد ذلك إلى صنعاء. وذكر بعض الذين تمكنوا من الفرار من زنازين الاعتقال بداخلها بعد أن تعرضت القاعدة لضربات جوية، أن المئات من المدنيين لا يزالون محتجزين بداخلها، وأن الحوثيين وضعوهم في هناجر حديدية تحت أشعة الشمس الحارقة كنوع من أنواع التعذيب، مشيرين إلى أن القاعدة باتت شبه فارغة من الوجود العسكري الكثيف، عدا بعض الدبابات والمدرعات، بعد أن قامت الميليشيات باتباع سياسية وقائية تقضي بتوزيع قواتها وآلياتها العسكرية حول القاعدة وبين الأحياء السكنية وعدم تجميعها في مكان واحد، حتى لا تتعرض للقصف من قبل طائرات التحالف. وكذلك تشكيل حزام حماية في محيط القاعدة لمنع تقدم المقاومة الجنوبية صوبها.
وكانت القاعدة التي تتمركز فيها ثلاثة ألوية عسكرية، هي اللواء 90 طيران، واللواء 39 طيران، ومعسكر السابع من يوليو، تعرضت لعدة ضربات جوية من قبل طائرات التحالف، الأمر الذي زاد من المخاوف بأن يُكرر الحوثيون ما فعلوه في محافظة ذمار منتصف الأسبوع الماضي، حينما وضعوا أسرى مدنيين مناوئين لهم في مواقع مرشحة للقصف من قبل طائرات التحالف.
وعبر عاملون في الصليب الأحمر الدولي عن مخاوفهم من أن يتأذى المدنيون المحتجزون في القاعدة جراء عمليات القصف، مؤكدين أنهم يشعرون بقلق كبير، ويحاولون التواصل مع جميع الأطراف، لتحييد المدنيين في مناطق الصراعات. واستدركوا بأن الأوضاع الأمنية الخطرة تحد من حركتهم وتنقلهم. وتعد قاعدة العند الجوية الاستراتيجية أكبر القواعد الجوية العسكرية اليمنية، وإحدى أهم القواعد التاريخية، حيث كانت بمثابة مركز مراقبة متطور للاتحاد السوفيتي أثناء الحرب الباردة. وبعد هجمات 11 سبتمبر 2001 التي ضربت الولايات المتحدة وشنت الأخيرة حربا على الإرهاب، تحولت القاعدة إلى مركز رئيس للقوات الأميركية لجمع المعلومات الاستخباراتية وعمليات مكافحة الإرهاب في المنطقة. كما كانت تُستخدم من قبل الإدارة الأميركية كقاعدة لطائراتها من من دون طيار في حربها ضد تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب.

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)