ينتظر أن تشهد الحرب الدائرة في اليمن تصعيدا عسكريا واسعا خلال الأيام والأسابيع القليلة القادمة لتحرير أجزاء واسعة من المحافظات والمدن اليمنية لاسيما في الجنوب ومدينتي عدن وتعز، ويتوقع أن تعلن قيادة قوات التحالف العربي عن عاصفة عسكرية جديدة لضرب المتمردين وطردهم من المناطق المسيطرين عليها، وذلك بعد ان أعلن اليمنيون بمختلف قواهم وفئاتهم السياسية والاجتماعية والقبلية يوم أمس في الرياض موقفا موحدا ضد الانقلابيين من جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، داعين الى استخدام «كافة الوسائل السياسية والعسكرية» من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية بـ»إسقاط الانقلاب في اليمن» (في إشارة لسيطرة الحوثيين على السلطة)، ومحاسبة الضالعين فيه، وإخراج الميليشيات من كافة المدن، وعودة المؤسسات الشرعية لممارسة مهامها من داخل الأراضي اليمنية.
وجاء هذا الموقف اليمني الموحد عقب ثلاثة ايام من الاجتماعات عقدت في الرياض بناء على دعوة من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته الشرعية وتحت رعاية سعودية وخليجية لنحو 400 شخصية سياسية وقبلية واجتماعية يمنية معظمها ممن سبق وأن شاركوا في جلسات الحوار الوطني التي عقدت خلال عامي 2013 و2014 ، وأصدروا خريطة طريق لتحرير اليمن وإعادة بناء دولته الاتحادية سميت بـ»اعلان الرياض».
ودعا اليمنيون في وثيقة «إعلان الرياض» جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي إلى «تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة لتأمين المدن اليمنية الرئيسية والإشراف على تنفيذ قرارات مجلس الأمن وضمان الانسحاب الكامل لقوى التمرد من كافة المدن وتسليم الأسلحة والمؤسسات».
وبعد هذه المواقف المتشددة لممثلي الشعب اليمني والداعية في مضمونها لاستخدام القوةالعسكرية ضد المتمردين المسيطرين على أغلب أنحاء اليمن، يتوقع مراقبون سياسيون في الرياض أن تشهد الحرب الدائرة هناك والتي تقودها السعودية على رأس تحالف عسكري خليجي – عربي تصعيدا عسكريا واسعا في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة ويتوقع ان تعلن قيادة قوات التحالف الخليجي العربي التي تخوض حربا ضد الانقلابيين عاصفة عسكرية جديدة في اليمن قد تأخذ اسم «عاصفة التحرير» لتحرير مناطق واسعة من اليمن لاسيما مدينة عدن ومحافظاته الجنوبية وتحويلها إلى مناطق آمنة تحت رعاية أمنية وحماية عسكرية عربية ودولية حتى تنتقل الحكومة الشرعية إليها. ويلاحظ أن رئيس هيئة الأركان للجيش اليمني الموالي للشرعية ونائبه بدآ تحركا من محافظة حضرموت الجنوبية – التي وصلاها من الرياض قبل يومين – لإعادة تشكيل وبناء القوات العسكرية الموالية للشرعية.
وكان مؤتمر انقاذ اليمن قد أوصى الحكومة بـ «متابعة واتخاذ ما يلزم لانتقال الحكومة إلى أرض الوطن في أقرب وقت ممكن».
وطالب اليمنيون مجلس الأمن الدولي بتنفيذ قراره 2216، وسرعة إيجاد منطقة آمنة داخل الأراضي اليمنية تكون مقرا لاستئناف نشاط مؤسسات الدولة.
وهذا الأمر يشير إلى أن الحكومة اليمنية والسعودية ستسعيان إلى إشراك بعض القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا بالحرب ضد المتمردين على الشرعية .ودعا إعلان الرياض الصادر في ختام المؤتمر إلى استكمال العملية الانتقالية في اليمن واستكمال جهود بناء الدولة، وإطلاق مصالحة وطنية شاملة لإنهاء التمرد والانقلاب على الشرعية الدستورية .
وفي الوقت الذي رسم فيه «اعلان الرياض «برنامجا سياسيا متطورا لمستقبل اليمن
ووضع خريطة طريق للسلطة والحكومة الشرعية خلال المرحلة الانتقالية فإن قراراتمؤتمر انقاذ اليمن الذي احتضنته الرياض تعتبر البرنامج السياسي الأساسي لأي حوار سياسي قد تعقده الأمم المتحدة بمشاركة الحوثيين وفق ما اقترح ذلك المبعوث الاممي لليمن احمد ولد الشيخ اسماعيل .
ولكن يبدو ان الحكومة اليمنية لا زالت ترفض اي حوار او مفاوضات مع الحوثيين وهذا ما أشار اليه تصريح نائب الرئيس ورئيس الحكومة في اليمن خالد بحاح للصحافيين عقب اختتام الاجتماعات اليمنية حيث أكد انه»، أنه لن يكون هناك أي محادثات بين الحكومة والحوثيين إلا في حال طبقوا قرار مجلس الأمن رقم 2216.
وقال بحاح «الحكومة اليمنية لن توافق على إجراء محادثات سلام مع الحوثيين إلى أن ينفذوا قرار الأمم المتحدة الذي يطالبهم بالانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة التي استولوا عليها». وكانت الأمم المتحدة قد اقترحت عقد مؤتمر حوار يمني في جنيف، تحت رعايتها، وهو ما ترفضه معظم القوى المؤيدة للشرعية وبدا واضحا من قرارات مؤتمر الرياض لإنقاذ اليمن والتي شارك فيها بفعالية ممثلون عن قوى الجنوب اليمني ان الرئيس اليمني وحكومته وعدوا بتحقيق عدالة سياسية وعسكرية بين الشطرين الشمالي والجنوبي لليمن وأولها تكوين جيش وطني مناصفة بينهما وضمن دولة اتحادية سيعطى خلالها الجنوب صلاحيات حكم ذاتي .
ويلاحظ أنه رغم مشاركة كل القوى السياسية والوطنية والقبلية اليمنية بمن فيها بعض المنشقين من حزب مؤتمر الشعب العام التابع للرئيس صالح، وحزب الإصلاح، إلا أن بعض الزعامات الوطنية التاريخية لليمن الجنوبي مثل الرئيسين اليمنيين الجنوبيين علي سالم البيض وعلي ناصر محمد تغيبت عن المؤتمر الذي شهد أيضا غياب شخصية عسكرية هامة مناهضة للحوثيين وللرئيس المخلوع هي علي محسن الاحمر.
![](images/printer.png)
القدس العربي :«عاصفة «عسكرية جديدة واسعة لقوات التحالف العربي بعد مؤتمر الرياض,,, الأهداف والتفاصيل
![القدس العربي :«عاصفة «عسكرية جديدة واسعة لقوات التحالف العربي بعد مؤتمر الرياض,,, الأهداف والتفاصيل](user_images/news//data/res/News/52f43d3b-a100-4557-b203-d886c47e857c.jpg)
(مندب برس - متابعات)