إنه الحدث المرتقب لأفلام الموسم الحالي، هذا كان الاتفاق على الحملة الإعلانية والإعلامية التي رافقت إطلاق فيلم "ماكس المجنون طريق الغضب" للمخرج الأميركي جورج ميلر.
وأمام تلك الحملة الإعلامية الضخمة تم اختيار الفيلم للعرض خارج المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي، وتمت برمجته للعرض خارج المسابقة الرسمية ضمن منهجية المهرجان لخلق حالة من التزاوج بين سينما الفن وسينما السوق التجارية، وقد عرض الفيلم قبل يوم واحد من إطلاقه في الأسواق العالمية وشاهده في القاعة الكبرى على مدى عرضين أكثر من 5 آلاف ناقد وصحافي وإعلامي، مما يعني أكبر حملة نقدية وترويجية للفيلم في جميع أنحاء العالم.
والنسخة الجديدة من سلسلة أفلام "ماكس المجنون" تأتي بعد عقدين من الزمان، من إنتاج الجزء الثالث، وقد قام ميلر بكتابة وإخراج تلك السلسلة، وتصدى لبطولتها النجم الأسترالي ميل غيبسون الذي كانت ولادته الفنية وشهرته العالمية عبر تلك الشخصية والفيلم.
ويشتغل الفيلم الجديد على موضوع العنف بطعم المغامرة عبر حكاية غاية في البساطة عن ماكس – توم هورتون -وهو الشاب سجين ماضيه وذكرياته نتيجة فقدان أسرته الذين ذهبوا ضحية طغيان الفوضى والدمار الذي لحق بالعالم بعد الحروب الطاحنة، وباتت الحروب الجديدة تأتي بحثا عن الوقود والماء.
في تلك الأثناء يتم القبض عليه من قبل مجموعة إرهابية تسيطر على المناطق الغربية، وتحاول الحفاظ على سلالتها عبر امتصاص دماء ما تبقى من البشرية.
وتقوم الشابة فيروسا – شارليز ثيرون – بمهمة لنقل الوقود بحراسة مشدة، لكنها في حقيقية الأمر كان تنوي الفرار بالوقود لأنها تحمل معها مجموعة من الفتيات العذارى لنقلهن إلى خارج تلك المستعمرة التي يحرسها الطغات، وهي بذلك تنوي العبور إلى المناطق البعيدة حيث أصولها التي سرقت منها ذات يوم.
وسرعان ما يتم اكتشاف خطتها ويتم إرسال قوة لمطاردتها وإرسال قوة إسناد أكبر بقيادة زعماء في رحلة تحبس الأنفاس، يتم خلالها هروب ماكس الذي تم القبض عليه هو الآخر ليعمل على مساعدة فيروسا لأنه لا يمتلك غير ذلك حلا وخلاصا.
ما تبقى هو المغامرة مقرونة بكل مفردات العنف الأرعن والقاسي، بل إننا نستطيع أن نقول إن المشهد الأول ومدته 12 دقيقة كاملة يحتوي على المطاردات والعنف والانفجارات وانقلاب السيارات في مواقع نادرة وصحارى مترامية الأطراف وأيضا استخدام حرفي للموثرات البصرية.
في الفيلم خط درامي بسيط، ولكن حفنة من المغامرات هي الأهم، وحينما يخرج الفيلم بعد ساعتين من الزمان سيكتشف أنه لا يبقى في ذاكرته ذلك الكم من الانفجارات والدمار والشخصيات المرسومة بعناية، بل إننا ننسى حتى الجمل الموسيقية التي صاغها الموسيقار توم هولكنبيرغ، وهناك مدير التصوير العالمي جون سيلي الذي يعتبر اليوم من أهم المصورين في عالم الفن السابع في العالم.
يطول الحديث عن فيلم "ماكس المجنون" طريق الغضب، لأننا أمام فيلم احترافي عالي الجودة ولكنه على مستوى المضامين يظل باهتا خاوي، ما إن تغادر الصالة حتى يغادرك إلى النسيان أمام عنف الحياة الأكثر قسوة وعنفا، ولكن يبقى أن نقول إنها دعوة للمشاهدة لعشاق أفلام المغامرات المقرونة بالعنف ولا شيء غير العنف.