علمت «الشرق الأوسط» أن عددًا من قيادات المقاومة تسعى خلال الأيام المقبلة لعقد اجتماع عاجل لبحث آلية التنسيق والتشاور حول الكثير من الموضوعات، وفي مقدمتها آلية الرد على اختراق ميليشيات الحوثيين للهدنة، إضافة إلى تحصين أفراد المقاومة، وتوزيع المهام بين الجبهات في الدفاع عن المناطق المحررة، فيما يعكف مجلس المقاومة على عقد اجتماعات دورية مع القيادات العسكرية والمدينة لوضع التصور العام لحال المدينة جراء استهداف الحوثيين للبنية التحتية.
وقال علي الأحمدي المتحدث الرسمي باسم مجلس المقاومة في عدن «إن الوضع العام في جبهات المقاومة يشوبه شيء من الحذر والحيطة، ويخيم الهدوء النسبي على تلك الجبهات، فيما تعد جبهة صلاح الدين أكثر مواقع التماس مع ميليشيات الحوثيين التي تشهد مواجهات عسكرية، إذ قامت الميليشيات صباح الخميس بإطلاق صواريخ الهوان وإطلاق النار من مدافع رشاشة باتجاه الأحياء السكنية في البريقة، وعلى المقاومة الشعبية، تهدف من خلالها إلى الاستفادة من فترة الهدنة للسيطرة على عدن وخنقها اقتصاديا وسياسيا».
وأضاف الأحمدي أن مجلس المقاومة رصد يوم أمس إطلاقا كثيفا لصواريخ «الكاتيوشا» من قبل ميليشيات الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح من الجهة الشمالية لعدن «طريق عدن - تعز» باتجاه بعض الأحياء السكنية، لافتا إلى أن هذه التصرفات والحملات العسكرية من قبل الميليشيات وخرقها للهدنة التي اتفقت عليها المنظومة الدولية، تؤكد أنها لا تسعى للحل السلمي ولا تهتم لحال الشعب المدني وإخراج البلاد مما هي فيه الآن.
وحول التنسيق بين الجبهات والمنطقة الرابعة، أكد الأحمدي أن الجهد والعمل قائم ما بين قيادة مجلس المقاومة في عدن، وقيادة المنطقة الرابعة ممثلة في اللواء سيف الضالعي، والعميد محمد مساعد مدير أمن عدن، والكثير من القيادات التي ترغب في حضور الاجتماعات التي تعقد لدراسة الحالة الأمنية والاقتصادية في عدن، أما على الجانب المدني، فهناك تجمع دوري لوكيل محافظة عدن، ومسؤولي الكهرباء والمياه، وعدد من الشخصيات لبحث الإجراءات والأعمال كافة التي يمكن تنفيذها في هذه الفترة.
وأشار الأحمدي إلى أن مجلس المقاومة والقيادات العسكرية، ظلت باقية على أتم الاستعداد الدائم والحذر في جميع الجبهات، ولم تركن للهدنة، وتنسحب من مواقعها الأساسية، لأن ذلك قد يكلف المدينة الشيء الكثير، حيث ستعمد ميليشيات الحوثيين للانقضاض على المواقع المحررة والاستيلاء عليها، وهو ما تؤكد عليه قيادات المجلس للجبهات كافة بعدم التهاون أو الاسترخاء في أي موقع مع التأكيد على الأفراد لضرورة التقيد بالأوامر العسكرية.
ويرى محللون سياسيون أن الانتهاكات المتتالية وخرق الهدنة الدولية من قبل الحوثيين في عدد من المدن اليمنية، خصوصا الشق الجنوبي من البلاد، وعدم التحرك من المقاومة على الأرض أو قوات التحالف لمواجهة هذه التحركات الميدانية، سيعطي الفرصة للميليشيا للسيطرة على مواقع جديدة، ومنها ميناء البريقة الحيوي، إضافة إلى بعض المديريات الاستراتيجية، مشددين على ضرورة أن تكون هناك عملية رادعة لهذه الخروقات.
وهنا يقول أبو محمد العدني عضو المقاومة والمنسق الإعلامي للجبهات: «إن المقاومة الشعبية تخوض مواجهات عنيفة مع ميليشيات الحوثيين وأعوانهم من قوات صالح في صلاح الدين، الذين يستميتون للدخول بكل قواتهم إلى البريقة»، لافتا إلى أن الحوثيين يسعون لإسقاط البريقة لإيجاد مكاسب عسكرية على الأرض يتمكنون من خلالها من فرض شروطهم أثناء عمليات التفاوض أو الدخول في العملية السياسية، من خلال فرض حصار مسلح على المنافذ البحرية، ينتج عنه وقف تام لخط الملاحة البحرية من وإلى مضيق باب المندب.
ولفت العدني إلى أنه من المرجح أن تلتقي قيادات الجبهات في المواقع المشتعلة، منها «البريقة، بئر أحمد، الشيخ، المنصورة، الشعب» والقريبة من المواجهات المباشرة مع الحوثيين، لوضع الاستراتيجية الواضحة التي يمكن من خلالها مواجهة الآلة الحربية التي تمتلكها ميليشيا الحوثي، إضافة إلى رفع درجة التنسيق مع قوات التحالف، وتحديد الأولويات في ضرب مواقع تجمع الحوثيين، موضحا أن هذا التجمع يأتي محاولة لعدم تكرار الأخطاء التي وقعت بها المقاومة في أوقات سابقة، والتي نتج عنها عدم سيطرتها على مديرية التواهي والقلوعة، إضافة إلى الخسائر الكبيرة في القيادات والأفراد.
وتعمل المقاومة الشعبية خلال هذه الأيام، وفقا للعدني، على فك الحصار والسيطرة المفروضة على خور مكسر والمعلا، إضافة إلى دعم المقاومة في كريتر التي تشهد مواجهات عنيفة، موضحا أن المواقع الآمنة التي حررت في وقت سابق تفتقد للعناصر والكفاءات ذات الخبرة للحفاظ على المكتسبات العسكرية، فتتكرر الأخطاء بسقوطها في أيدي الحوثيين مرة أخرى، بسبب غياب الخبرات العسكرية.
الكشف عن اجتماع لقيادات المقاومة للتنسيق ووضع الخطط المستقبلية
(مندب برس - متابعات)